مُجبر أكون مستهلكاً.. وأنسى كونى مُنتجاً.. إن زارعاً أو صانعاً.. هذا تاريخى الماضيا.. القمح كان مُنوراً.. والقطنُ كان مُزهراً.. والزرعُ كان مُكثراً.. والخير كان وافراً.. وقت الحروب.. وقت الظروف القاسية.. البيت كان عامراً.. من لحوم الماشية.. والحقل كان مصدراً.. للصحة والعافية.. والنيلُ كان منبعاً.. للخصب والرفاهية.. الفقيرُ كان يشرب.. من ألبان صافية.. وأنا اليوم فى عصر السلام.. لا أجد طعامِىَ.. لم تبق لى أرض.. لكى أكون مزارعاً.. بيعُ الأراضى.. أضحى أمراً واقعاً.. الكلُ يفرح بالنقود.. يظن نفسه رابحاً.. وينسى أن البيع موتٌ.. للزراعة مُحتماً.. فوق الزراعة أصبحت.. المبانى واضحة.. يا من بنى فوق الزراعة.. إن جُعت كُلْ من المبانى الفاخرة.. وإن أردت أكلاً للبهائم.. قل لها فلتذهبى عندى اللحوم مستوردة.. آه - يا مصرُ ويلك.. من شباب صامتاً.. ومن رجال فضلوا.. المصلحة العاجلة.. باعوا الوطن ونسوا.. أنا فى مركبٍ واحدة.. يا كل مسؤول اتق الله.. وكن لعهدك راعياً.. فلعل يوماً إن لقيت.. ربك كان عنك راضياً.. فسيكتب التاريخ.. من ضيع ومن كان لمصر بانياً.
ليسانس الدراسات الإسلامية والعربية