تدافع لذاكرتى المجهدة الكثير من الخواطر والأفكار فور سماعى قرار رجل الأعمال السوهاجى نجيب ساويرس بالتفرغ للعمل الإنسانى بدءاً بغزة، ولقد كنت مجهد الفكر حزين النفس عقب قصة رواها لى أحد أصدقائى الذى يقطن بمنطقة شعبية بمدينة سوهاج، حيث شاهدت زوجته سيدة تبحث فى القمامة ووجدت ضالتها فى دجاجة ميتة، أخفتها سريعاً داخل الملاءة التى ترتديها، ولقد جزعت واهتزت مشاعرى بشدة لما وصل إليه حال الغلابة فى مصر المحروسة، الذين فاقت معاناتهم كل الحدود، مما ينذر بحدوث ثورة للجياع والعياذ بالله، والتى لو حدثت فلن تبقى ولن تذر!
ولقد جال فى خاطرى وقتها أن أكتب رسالة أوجه خلالها نداء للشعب المصرى بمقاطعة اللحوم لفترة معينة، خاصة فى عيد الأضحى القادم، وعلى القادرين أن يقوموا بإيداع ثمن الأضحية بأحد البنوك التى تتولى مهمة الشراء والذبح والتوزيع على الفقراء والمحتاجين، كا يحدث فى السعودية فى موسم الحج.. ولكننى وبعد سماعى للمبادرة الطيبة التى أطلقها نجيب ساويرس «بيل جيتس المصرى» والتى قد تكون فاتحة خير على مصر،
وعلى أبناء الصعيد خاصة الذين أرجو أن يتوجه إليهم بمجهوداته الخيرية وطاقاته المتميزة الخلاقة، فى مجال توفير الغذاء خاصة اللحوم لأبناء محافظة سوهاج، الذين أعتقد أنهم أحق وأولى بالرعاية والاهتمام من أبناء غزة، بالرغم من تعاطفنا الكبير معهم كان الله فى عونهم.. إننى أحلم بأن تواجد أمثال المواطن المخلص نجيب ساويرس فى صعيد مصر سوف يطفئ الكثير من الفتن الطائفية وغيرها التى تطفو على السطح بين الحين والآخر.
سوهاج
