ظل الإخوان لمدة عام كامل عاصرناه جميعاً من إخفاقات متكررة فى جميع المناحى الاقتصادية والأمنية والسياسية والخارجية مما يعلمه الجميع ولا حاجة لتكراره ولم يتحدث أحد عن نجاح الإخوان الواضح والظاهر والمدهش أيضاً فى مجالين مهمين للغاية:
الأول: أنهم استطاعوا باقتدار شديد أن يقسموا مصر إلى فسطاطين يقاتل بعضهم الآخر وهذا لم يحدث فى تاريخ مصر منذ عهد المماليك وقد نجحوا فى ذلك باقتدار فأصبح المصريون الغالبية مسلمين والآخرون المتميزون الإخوان المسلمون. الأولون هم الملاحدة العصاة الخارجون عن النطاق والذين يستوجبون محاربتهم بأهل الإيمان ورسل الله من الإخوان فاستباحت الدماء والضرب والتنكيل.
الثانى: أنهم استطاعوا أن يلغوا فريضة إسلامية يحث عليها القرآن والسنة وهى فريضة التفكير، واستخدام العقل فى النظر إلى الأمور (أفلا يعقلون... أفلا يبصرون... أفلا يتفكرون) والذى جعل منها العقاد فريضة إسلامية وقبله ابن رشد... ومحمد عبده... ومحمد الغزالى فقد استطاعوا بنجاح مبهر أن يبلشفوا أدمغة اتباعهم من أول عامل التراحيل الإخوانى إلى أستاذ الجامعة. الجميع ليس مسموحا لهم رفاهية التفكير واستعمال العقل فالجميع يتكلمون لغة واحدة ومنطقاً واحداً وهو ما يملى عليهم، وكنت تلاحظ ذلك فى البرامج الحوارية فإذا ما قام واحد منهم وجلس آخر هو... هو نفس الكلام والمنطق !!
ينظرون من منظور واحد هو ما يملى عليهم.. هناك مرض يصيب الجهاز العصبى يجعل المريض ينظر من خلال أسطوانة أو أنبوبة غير قادر أن ينظر خارج ذلك لما حوله، غير قابل لاستقبال أى فكر آخر هو مقتنع بشىء واحد هو الصواب وما دونه الخطأ... قل لى بربك كيف يمكن لمهندس مر خلال مراحل تعليمية مختلفة وتخرج من كلية عملية أن يلغى مخه قبل إحساسه ويلقى بطفل من فوق أسطح المنازل كما حدث فى الإسكندرية؟ وأستاذ جامعة أستاذ ماذا كيمياء أن يخطط ويدبر لاختطاف إعلامية يختلف معها فى الرأى؟!
أليس هذا نجاحاً مذهلاً إن باستطاعتهم ليس فقط إلغاء عقول تابعيهم وتحريكهم كيف ينشأون مخدرين برغم كل ما اكتسبه الفرد من الأسلوب العلمى والدراسة العلمية والتحليل والاستنباط والمنطق!!..
أخرج الله مصر من هذا النفق المظلم شديد القتامة!
عميد كلية الطب - نائب رئيس جامعة قناة السويس السابق