x

من المملكة المتحدة أكتب إليكم

الأحد 17-10-2010 08:00 |

ما بين النوم واليقظة، هذه اللحظة الصباحية الملهمة. ولسبب لا أعرفه استحضرت ذاكرتى منتصف الخمسينيات فى القرن الماضى.. وأنا وهم ببوفيه «طب قصر العينى» العظيم، ما بين محاضرات الباشوات الذين علمونا الطب أمثال محرز، وأولاد مورد، وعلى إبراهيم تلك الصحبة الجميلة التى افتقدتها خلال أربعين عاماً فى وطنى الثانى المنضبط!!

وأنا نصف نائم.. تذكرت صديقى حليم عبدالمسيح نصر وعصريات منزله بشارع يلبغا فى شبرا، ووالدته الحنون تفتح لنا الفنجان قبل الامتحانات، حليم سلفنى 15 جنيهاً إسترلينياً لأبدأ بها حياتى هنا فى بريطانيا!!!

تذكرت صفوت حبيب المقيم فى شمال إنجلترا وأنا فى لندن، يغمرنى بتليفوناته كل فترة وجيزة.

تذكرت صبرى ميخائيل بضحكته الساخرة الجميلة، ومائدته العامرة، ووالدته تطبخ الملوخية، التى كانت أيامها خضراء!! تذكرت حبيب أسقف، الشقى شبيه جيمس بوند.. وتساءلت أين عزيز يافانوتى؟!! وأين رؤوف سعد الذى قابلته بعد أربعين سنة هو وقرينته فى نيويورك، وقضينا أمسية جميلة نعيد ذكريات القصر العينى.. وأين رؤوف رمزى الذى سافرت معه إلى منقباد فى قطار الصعيد درجة ثالثة، وسط قفف الصعايدة لنؤجل التجنيد، وكادوا يجندوننى لخطأ فى الاسم!!

 وسرحت متسائلا أين موريس فانوس خريج فيكتوريا زميل عمر الشريف والملك حسين، زميلنا فى التشريح، وكان له خط جميل ولكنه لا يُقْرأ!! تذكرت عجيل عازر دميان الرقيق الذى ضربوه علقة سخنة لمجرد تعليق بسيط أثناء مرور موكب جمال عبدالناصر فى ميدان التحرير!! بل أين موسى منشى اليهودى؟.. لقد كانت والله صحبة جميلة، وأخيراً تذكرت الأستاذ الدكتور يوسف رزق الله الذى حبّبنى فى فرع أمراض الدم Rheumatdogy، حتى صرت ما أنا عليه الآن!!.. وأخيرا أدعو الله هنا أن يقى مصر شر الفتن وأن يديم المحبة بين أهلها أجمعين.. آمين.

 

استشارى أمراض الروماتيزم- بريطانيا

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية