نشرت جريدة «المصرى اليوم» بتاريخ 19 يوليو الحالى مقالاً يبشرنا بإعلان شباب الإخوان عما يسمى حركة «إخوان بلا عنف»، وهو ما يؤكد حقيقة أن ما سبق كان «إخوان بعنف»!! لقد تصورنا أن هذه الحركة ستتجاوز سلبيات الماضى، وعلى رأسها عدم الانتماء أساساً للوطن المصرى، وستنبذ نظرية الصفوة المختارة، وتكفير المجتمع.. إلخ، إلا أن منسق هذه الحركة يؤكد استمرار كل ما سبق، حيث أفاد بأن جماعته فى ثوبها الجديد ستخاطب «التنظيم الدولى للجماعة»، لسحب الثقة من بديع، وإجراء انتخابات جديدة لمكتب الإرشاد، وذلك للدفاع عن بقاء الإخوان كجماعة دعوية!!
كان الأحرى أن يؤكد لنا أن هذه الجماعة ستتحول إلى مصرية وطنية، وأنها ستعمل على الدعوة على الملأ، وأنها ستتخلى عن السياسة، كما أنها ستعيد صياغة معتقداتها، ولكنه للأسف يؤكد تمسكهم بمبدأ «السمع والطاعة» دون أن يحدد المحظوظ، الذى سيحظى بهذا الشرف! أهو المرشد العام أم رئيس البلاد؟ وما شروط هذا الولاء؟.. إن هذه التصريحات تؤكد أن أعضاء هذه الجماعة لا يزالون على سابق عهدهم، وأن ما عانت منه هذه الأمة خلال عام من حكمهم لم يشعرهم بأى ذرة من الندم أو الأسف، بل على العكس أضاف إلى شعورهم بالظلم والاضطهاد!!..
إن ما يطرحونه الآن ما هو إلا مناورات للعودة مرة أخرى على الساحة تحت حافز الانتقام!! إنه شر وفتنة أدعو الله أن يصرفها عنا، وأن يفطن إليها الجميع.. لدى قناعة تامة بأن أعضاء الجماعة لديهم معتقدات ثابتة مدعومة بأوامر صارمة مما يستحيل معه تغييرها، ومن خلال لقاءاتى ببعضهم أصبح جليا لدى أن الجماعة تستقطب أعضاءها حول آفة الحقد الدفين، وتنسجه فى قلوبهم فتولد لديهم كراهية شديدة لهذا الشعب عامة، وقواته المسلحة خاصة. لا أدل على ذلك من سقطة منصة رابعة العدوية عندما هتف الخطيب مبشراً بوصول سفن حربية أمريكية لمهاجمة الجيش المصرى، ومناصرة محمد مرسى وأعوانه فعلت الأصوات معلنة فرحتها بالتهليل والتكبير!!.. هذه الجماعة لم ولن تندمج مع المجتمع وستظل دائماً أبدا خطراً يتربص بالمجتمع، وعلى مدعى الحكمة المنادين بالمصالحة أن ينبذوا سذاجتهم ورعونتهم، التى سيتحمل نتائجها ذرياتهم والأجيال القادمة.
كلية الطب- جامعة القاهرة