فى رحاب الصالحين«11»
نظراً لأحداث 30 يونيو وما تلاها، فقد حجب العدد الأسبوعى للسكوت ممنوع مرتين وبإزاحة د. مرسى دعوت الله أن يحقق إرهاصات الشيخ إسماعيل صادق العدوى، بخصوص قدوم «المصلح» ليتولى زمام الأمور. لقد كانت أخطاء كبار الإخوان قاتلة وما يدور على الساحة الآن ــ وأسوأ منه متوقع!!.
لو تريثوا ولم يهرولوا إلى الكراسى واتجهوا للدعوة والتنمية وأشركوا الشباب بوضوح فى مكتب الإرشاد وغيره، وأعدوا كوادر مميزة لاستطاعوا بعد سنوات قليلة التمكن والهيمنة، ولكنها مشيئة الله فى إظهار ما يبطنون وفضح ما يخفون، وبدأ شباب كثيرون ينسلخ عن الجماعة وينبذ العنف! لم تتوقع قيادات الجماعة ما حدث، فلا تدرى نفس ماذا تكسب غداً، أيضاً كان سفر الشيخ إسماعيل للإمارات بترتيب ربانى عجيب!!
فى أوائل السبعينيات لاحظت شاباً خليجياً شديد الهدوء والرزانة يداوم على حضور ندوة الاثنين بمنزل الشيخ، أعتقد كان اسمه «ثنى»!، مررت على الشيخ عصر يوم فإذا به يقدم لى قطعة تورتة وبعض الحلويات! وجلس يقص علىّ ما حدث!!..
لقد ذهب فضيلته مع ذلك الشاب لزيارة أحد أقاربه المقيمين بالقاهرة، وأثناء حديثه مع الشيخ الخليجى قال: «وجدتنى أقول له فيه منبه خربان موجود فى الدرج اللى هناك ممكن تجيبوهولى؟».. فصاح الشيخ فى الشاب قائلاً: «يا ولد شوف شو يريد الشيخ؟»!.. وأحضر الشاب المنبه المتوقف، وأثناء حديث الشيخ إسماعيل أخذ يعبث به، فإذا بتروسه تتحرك ويعمل وملأ الشيخ جرس المنبه ووضعه على المنضدة أمامه، ونظر الشيخ الخليجى وقال: إن لك أخاً مسجوناً فى بلدك، وعندما يرن جرس هذا المنبه سوف يخرج من السجن!! ونظر الشيخ الخليجى لفضيلة الشيخ إسماعيل متعجباً غير مصدق، فقد يكون الشاب «ثنى» قد أخبر فضيلة الشيخ بما يتعلق بأخيه!!
وقبل انصراف الشيخ إسماعيل بلحظات إذا بالمنبه يرن!! فعلق فضيلته قائلاً: «الآن يخرج أخوك من السجن!!» وعند باب الخروج أضاف فضيلته قائلاً: «هذا الشاب الذى تصرخ فيه طوال جلستنا.. يا ولد روح.. يا ولد تعالى.. يا ولد.. سيصبح وزيراً!! أما أنت فسيعرض عليك العودة لبلدك وتبؤ منصب كبير فترفض!! وانصرف الشيخ إسماعيل وبعد أيام علم الشيخ الخليجى بخروج أخيه من السجن، فأرسل تورتة كبيرة وحلويات للشيخ إسماعيل!! ومرت الأيام فماذا حدث؟ للحديث بقية.
