انصراف الناخبين عن المرشحين لعضوية مجلس الشعب وعدم التفافهم حولهم سببه يرجع إلى أن المرشحين لم يجددوا فى وعودهم التقليدية للناخبين، ولم تخرج وعودهم عن توفير المسكن والوظيفة والدعم وتحسين الأجور، هذه الوعود أصبحت أسطوانة مشروخة فى ظل تدنى المستوى المالى للفرد، وحالة التخبط الاقتصادى التى تسود البلاد، فإذا كانت الحكومة بجلالة قدرها عاجزة عن الإيفاء بوعودها، فهل سينجح ابن الدائرة؟!.
لذا فعلى ابن الدائرة أن يفكر ويجدد فى وعوده، فمثلاً لم نر مرشحاً يعد الناخبين فى برنامجه الانتخابى بعمل جبانة للبهائم بدلاً من إلقاء جثثها على الطرقات!! فالدول المتحضرة تضع على الطرق السريعة لوحات تسر المسافرين، بينما نحن نلقى على الطرق الزراعية والسريعة بفقيدتنا الجاموسة والبقرة والحمارة!! وفى الفترة التى تفاقم فيها انقطاع الكهرباء لجأ المواطن إلى الشمعة والفانوس، وفى القرى لجأوا إلى اللمبة الجاز والكلوب!
الجديد الذى يجب أن يقدمه المرشح، ويعد به أبناء دائرته توفير هذه العوامل المساعدة على الإضاءة، ومطالبة الحكومة بعدم إغراق الصين للبلاد بهذه السلع، والحث على تصنيعها فى التبين مثلا!
أما حد الكفاف للفرد الذى تدرسه الحكومة لرفع مستوى المعيشة وسد احتياجاته، فيجب على المرشح أن يعد الناخبين بإلغاء هذه الكلمة «الكفاف» من القاموس، واستخدام بدلا منها العفاف، فالعفاف هو القادر على جعل المواطن يعف عن المطالبة بطبق فول بالزيت والليمون مصحوباً بفحل بصل، ويحمد الله ويشكره على أن الفول خال من السوس!.. فإذا نجح المرشح واستطاع أن يغرس هذه الصفة «العفاف» فى نفوس ناخبيه من أبناء الدائرة، التى تجعل الفرد يتصف بالرضاء التام بما قسمه الله، والكف عن مطالبة الحكومة وتصديعها بالمزيد من الخدمات، يصبح الطريق أمامه ممهداً، لأن يضمه الحزب الوطنى ويختاره على رأس القائمة!