هناك ظاهرة واضحة ولافتة لنظر الكثيرين هذه الأيام.. ألا وهى اللامبالاة والتكشير ومد البوز والاحتقار والعبوس من غالبية الناس، خاصة كبار الشخصيات التى تعتبر أمثلة تحتذى فى التعامل واحترام الآخر والتواضع، كما كان الحال فى القرن الماضى..
وقد يرجع ذلك إلى ضغوط الحياة، وزيادة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وما تبعها من انهيار التعليم وضعف الثقافة والابتعاد عن الدين لدى الكثيرين والغزو الفكرى الموجه لنا من أعداء الإسلام، كذلك التسيب وعدم بذل الجهد المفترض وإهدار مليارات الساعات سنوياً، والفساد وانتشار البطالة وتدهور الأخلاق، وسوء التخطيط بل انعدامه أحياناً.. فهو بحاجة إلى وقفة للاجتهاد وتحديث النفس.. بينما نجد الإنسان فى الدول المتقدمة مدعوماً بنظم تعليمية متطورة دائماً تثرى حاضره ومستقبله، فهو قارئ مثقف مطلع على ما يدور حوله مبدياً رأيه بحرية تامة.. يناقش ويجادل أعلى المستويات وينقد نقداً بناء.. يعامل معاملة طيبة من كل الأجهزة الأمنية والحكومية.. لا رشوة ولا تزوير متقدم فى مجالات البحث العلمى والمخترعات، متمش مع الجديد والمفيد له ولأبنائه أولاً بأول..
إن الإنسان المصرى هو جوهرة ثمينة تبحث عمن يرعاها ويعاون فى إخراج ما بداخلها من عبقريات فذة بعيداً عن الوساطة والمحسوبية والفساد.. وهذا ما بدأت تظهر بشائره الآن وسنحصد نتائجه قريباً بعون الله وجهود المسؤولين على جميع المستويات فى عهد الانتخابات النزيهة الحرة والقضاء العادل.. فليكن ذلك بداية لتحديث الإنسان المصرى العظيم وخروجه من سنوات اللامبالاة والظلم والفساد إلى عصر النور والعدل والمساواة، مكملاً رسالته الحضارية التى شهد له العالم بها منذ آلاف السنين.
مستشار ثقافى متقاعد