سعت الحركات والجماعات والأحزاب الموصوفة بالإسلاميّة منذ البداية للاستفادة من تكثير عدد أفرادها وتحقيق ظهورها وغلبتها، وكانت جماعة الإخوان المسلمين فى ولاية إنديانا من الولايات المتحدة الأمريكية- بعد جماعة المسلمين السّود- أوّل من تنبّه للحدث، وحاول استغلاله لصالح حزبه، ولعلّ هذا هو السبب فى اختيار فكر سيد قطب فى البلاد العربية وفكر المودودى فى البلاد الأعجمية- وهما وجهان لعملة واحدة- منهاجاً للتوجّه الجديد إلى التدين بحُسْن نية وسوء عمل!.
فكر سيد قطب صالح لاحتزاب النّاس- وبخاصة الشباب- إلى التدين عامة، ولكنّه قاصر- بدرجة مخزية- عن قيادتهم إلى الدين الحق، كما أوحى الله، وسنة رسوله- صلى الله عليه، وسلم- وفقهه متبعوا سنته، ولم يكن أى منهما مسلحا بالعلم الشرعى ولا بالمنهاج الشرعى لتبليغه؛ فلم يظهر فى كتبهما أى اهتمام بمنهاج النبوة فى التدين ولا فى الدعوة إليه، وكان أكبر همّهما فى إطار الأحكام الشرعيّة عامّة ما سُمّى الحاكميّة، وهى جزء من توحيد الربوبية أُسىء عرضه، ووضع فى غير موضعه الذى اختاره الله له. وكان أهم وسائلهما- ومن تبعهما- التفسير والسيرة، وهو فى أسوأ أحواله: قول على الله بغير علم. والسيرة يختلط فيها الصّحيح والضعيف والحقيقة والخيال، وهما- وأتباعهما- غير مؤهلين لتمحيصها وتمييزها، وكان لا بدّ- والحال على ما ذكرت- من أن تنزلق «الصحوة» فى مزالق هذا الفكر ووسائله العلنيّة والسريّة، وكان من أبرزها: التكفير والاعتزال والهجرة، والتعصب لمناهج الحزب والإعجاب به وانتقاص غيره، والاغتيال والتفجير، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، من المسلمين أو من غيرهم، وزعزعة الأمن، وبث الرّعب ونشر الفتنة، وكان أبرز مطية لهذا الفساد فى الأرض قضية فلسطين، ركبها الموصوفون بالإسلاميين، كما ركبها القوميّون والشيوعيّون. وبدأت التفجيرات فى أوروبا، واختطاف الطائرات الأوروبية والأمريكية وتدميرها، وساءت سُمْعة العرب وهى أهون النتائج سوءا.. واتهم جماعة التكفير والهجرة- ربيبة فكر سيد قطب- بقتل الذهبى العالم المسلم، واعترف أفراد حزب الجهاد (الإسلامى) بقتل السّادات ولى الأمر المسلم، وعدّ مفتى الحزب قتله طاعة لله وتقرباً إليه، واغتيل عدد من المسلمين فى فلسطين بتهمة التعاون مع اليهود، وحدث أن أعلن القتلة أن المقتول شهيد بعد ثبوت براءته بعد أيام من قتله، والله أعلم بعدد من قتل بريئًا ولم يُمنح الشهادة ممن لا يملك حقّ القتل ولا حقّ الحُكم بالشهادة، فهى لله وحده ولشرعه، ولكن ّ الظّنّ هو الحَكَم.
المملكة العربية السعودية