x

المايسترو.. والآلاتى

الأربعاء 03-07-2013 15:39 |

هناك فرق كبير بين المايسترو.. وهو قائد الأوركسترا أو الفرقة الموسيقية المتكاملة وبين الآلاتى..

 فالأول.. نراه وكأنه رئيس دولة متحضرة ومتقدمة ومتعاونة ومميزة.. يبنى نغمات لها مقامات معروفة ومؤثرة نحسها ونشعر بها أكثر مما نسمعها.. مما تجعلها تؤثر فى وجداننا بشكل كبير!!

أما الثانى.. فكأنه رئيس عصابة أو جماعة ضالة.. مجرد آلة تصدر أصواتاً تزعجنا أكثر مما نسمعها، بل أحياناً تبث الرعب والذعر فى وجداننا.. وتدعو إلى الفوضى غير الخلاقة؟ وليس بها مقامات تذكر على الإطلاق. وياله من فرق جوهرى بين هذا وذاك.. والدولة المتحضرة والمتقدمة والمتعاونة.. هى التى تزرع فى شعبها وتصدر إليه الذوق العام العالى والسلوك الإنسانى الراقى.. والإحساس الوجدانى المتقدم.. وهذا بالفعل ما يفعله المايسترو..

فعندما يقود فرقة موسيقية متكاملة.. يصل بنا إلى هذا الفعل.. ولم لا.. وهو بالتأكيد سيقود عزفاً جماعياً راقياً.. يؤدى بنا فى النهاية إلى أزهى أوقات السعادة والرفاهية الإبداعية.. مما ينمى الذوق العام ويرفع من درجة الأخلاق القصوى.. وذلك عكس ما يسببه الآلاتى.. الذى عندما يقود الآلة.. أو تقوده الآلة.. بمعنى أصح.. فلا يكون همه سوى إصدار أى أصوات للفت الانتباه.. مما يتسبب فى الانفلات الخلقى والرقص غير الموجه، والذى ليس له أى محل من الإعراب.. وهذا هو الفرق الذى يبدو متجلياً مثلاً فى معزوفة مثل إنت عمرى للمايسترو محمد عبدالوهاب.. وبين حط النقط على الحروف للآلاتى الذى قام بإصدارها.. وكما ترون لا أتذكر اسمه..

فالتاريخ لا يدون اسمه فى قائمة الرؤساء.. رؤساء الفرق الموسيقية.. ولا يتم وضعه ضمن كبار القادة.. قادة الفرق الموسيقية أو الأوركسترالية المميزة الراقية، وما أجمل أن يكون لدينا مايسترو حقيقى يصدر لنا أجمل النغمات والألحان التى تسمو بنا وتؤثر فى وجداننا أكثر مما نسمعها وترفع من الذوق العام بداخلنا وترتقى بأخلاقنا وتقلل الصراعات والأحقاد والسلوكيات المتعصبة.. وما أصعب أن يسير بنا الآلاتية.. التى تصيب آذاننا بأثقاب تدمر الذوق العام وتهبط بأخلاقياتنا إلى الحضيض.. وتجعل كل ما هو سيئ بيننا وكل ما هو ضال فى طريقنا.. ونحن فى هذه الفترة بالطبع نبحث عن مايسترو.. يقودنا كفرقة جماعية متحابة ومتعاونة.. ومبدعة مما تجعلنا نعود كما كنا.. خير أمة أخرجت للناس.. ويعود المواطن المصرى.. كما كان.

 

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية