ضربت حرب أكتوبر 1973 أمثلة رائعة فى البطولة والفداء والتحدى، ورسمت صورة واضحة وحقيقة للوحدة الوطنية، التى يتمتع بها أبناء الوطن، فقد سطر أبناء مصر الأبرار، مسلمين ومسيحيين، أروع ملحمة فدائية فى تاريخنا الحديث، وتوجهوا إلى ساحات القتال معاهدين الله على ألا يعودوا إلا بالنصر على العدو الغاشم أو الشهادة دفاعاً عن أرض الوطن، فثبتهم الله، وأيدهم بنصره ووعد شهداءهم بالجنة ونعم المصير،
وأصبحت ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة تؤكد لنا كل عام أن فى الاتحاد قوة ونصراً، وتعيد لأذهاننا معانى التضحية والفداء والإخاء وتجدد سمو التماسك والترابط والانتماء، ونحن الآن فى أشد الحاجة لتأكيد هذه المعانى السامية والنبيلة مع الاحتفال بذكرى النصر الكبير.. وإنى لأدعو أبناء مصر الكرام لنبذ أفكار التطرف والتفكك، وتصفية النفوس من المشاحنات والفتن وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعنينا على وأد الفتنة والتعصب، وأن نأخذ من حرب أكتوبر دروساً مستفادة فى الوحدة والإخاء تكون لنا نهجاً ونبراساً يتوارثها الأجيال.. داعين الله عز وجل أن يجنب مصر شر الفتن وأن يؤلف قلوبنا ويوحد صفنا وكلمتنا.. آمين