سيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى..
استكمالاً لرسالة الأمس، لقد علمتنى الحياة أن المحطات الرئيسية فى حياة كل منا تكون خارج أيدينا.. يُقدر الله، ويفعل، وتتغير حياتنا طبقاً لمشيئته. منذ سنوات قليلة لم تتخيل أن تتبوأ منصبك الحالى، ولكنها مشيئة الله.. تبوؤ السلطة هو فترة سطوع دنيوى، والأخطر أنها فترة الاختبار التى يحاسبنا الله عليها حساباً عسيراً، فإن أكرم الله المرء يظل اسمه مكتوباً بحروف من نور فى صفحات التاريخ!! وإذا حاد عن الحق والعدل، فقد يُهمل، ويُلقى بسيرته فى مزبلة التاريخ!!
سيدى تمر مصر حالياً بمنعطف تاريخى خطير، نكون أو لا نكون، الكل يتمنى أن تعود مصر منارة كما كانت.. فى الماضى السحيق كانت مصر منارة الحضارة لكل الأمم، وفى الزمان القريب كانت قلب العروبة النابض، وفى ثورة يناير قال العالم: دعونا نتعلم من المصريين، والآن هدفنا أن يعلم العالم أننا لا نسعى لكراسى حكم، ولكننا نريد أن يتبوأ الأكفاء قيادة سفينة الوطن، وأننا لا نرضى بقهر الفكر، وبالتدليس والتبرير والهيمنة. هدفنا أن ننهى كمّ المعاناة التى تعتصر معظم أبناء وطننا فقراً وجهلاً وظلماً وإهمالاً. لقد أثلجت صدرى مؤقتاً بكلماتك الأخيرة، وإعلان وقوفك إلى جانب إرادة الشعب المصرى، ولكن قلبى منقبض من التهديدات الصريحة لبعض الإخوان والمتأسلمين، فالدفاع يعنى استخدامهم للسلاح، وأنت أعلم منا بموضوع السلاح، ورجالك قادرون على البطش بمن يستخدمه!! سيدى، أدرك أنك حاولت سابقاً مخلصاً أن تجمع الفرقاء ولكن..!!
ختاماً نحن فى حاجة لدعمك، لا أريد عودة حكم العسكر، ولكنى أطالب بحمايتهم لنا، فالأشخاص زائلون ومصر باقية، ولعلك تدرك ما لم يسطره القلم الآن..! وفقك الله.
