سيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى.. هذه أول رسالة يخطها قلمى إليك، وهى رسالة تعريف، وتنبيه، ورجاء! تعريف بأننى من عائلة التحق كثير من أبنائها بالقوات المسلحة كعسكريين أو مدنيين «عاملين» بفروعها المختلفة منذ عقود وحتى اليوم.. كان أول طيار شهيد فى حرب 1956 هو ابن خالى الشهيد وائل عفيفى عمار، ثم بعده بعقد ابن خال والدى الشهيد طلعت فهمى ضاحى، كما كان والدى المراقب العام المالى للقوات الجوية، وغيرهم كثيرون إضافة لبعض من شلة أصدقاء عمرى سواء كخريجى فنية عسكرية أو حربية، ولكن أقربهم لقلبى كان توأم روحى وأخى الأكبر المرحوم اللواء محمد رضا فودة، كان قدوتى منذ طفولتى..
شارك فى حرب 1956، وحرب الاستنزاف وفى العبور وتحرير القنطرة شرق، ثم عمل ملحقاً عسكرياً لمصر بإثيوبيا وبعدها عُمان، وانتهاء بمعقل العلم العسكرى والاستراتيجية القومية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وبرحيله عام 2001 ترك فراغاً فى حياتى لم يملأه أحد بعد!! تعلمت من هؤلاء الانتماء لمصر «فقط»، فعلى قدر صلاتى بالعديد من المنتمين لتيارات وأحزاب وجماعات مختلفة لم أنتم لأحد منها.. وتعلمت من هؤلاء الرجال الالتزام والجدية والنظام، وعدم الخوف إلا من خالقى.. وازدادت قناعتى بأن المؤسسة «الوحيدة» المنضبطة فى مصر هى القوات المسلحة المصرية.. عرفت أسراراً كثيرة، وأيقنت أن من أبناء مصر عقولاً تستطيع أن تطور ما بين أيدينا من سلاح وذخيرة لو أخذوا فرصتهم كاملة.. وأن من المتقاعدين أصحاب خبرات عظيمة لم تُستغل كما يجب، وأن من هؤلاء الذين حققوا لنا النصر ورفعوا رؤوسنا من لا يكفيهم تقبيل أياديهم ليلاً ونهاراً، ولكننا للأسف لم نقدرهم حق قدرهم!! وللحديث بقية
