إنَّه أمرٌ عَجَبْ
أبشروا بالخير أيها المصريون أبناء العرب.. أرضكم ضجَّتْ من الطغيان، وارتجَّت براكينُ الغضب.. كل ما فيها انقلب.. دولة الطغيان والإفساد زالت حين أقصى الشعب من كانوا السبب.. المزامير التى فى الغرب للثوار غنت بعد أن كانت تغنى للذنب.. حين أخلصنا النوايا. حين طهرنا الخطايا. حين كسرنا المرايا، ثم فجرنا القضايا، قلب صهيون اضطرب.. هل قرأتم ذلك الدرس العجب؟
من قديم كم سمعنا من ينادى: أيها الحكام رفقاً بالرعايا، إنهم ليسوا عبيداً أو شخوصاً من خشب، كم كتمتم فى صدور الناس أنات التعب.. لو علا صوت ليشكو ما يعانى من هموم أو كرب.. سوف يلقى ألف جندى أحاطوه، وأعطوه الجزاء المرتقب.. كيف يعلو صوت مغمور ويشكو والزعيم الفذ لا يهوى الصخب؟.. فقضايا الشعب طول الوقت فى فكر الزعيم المنتخب.. همه النهضة والتطوير والتحديث، والتوريث أمر قد وجب!.. همه تشجيع من نالوا كؤوساً فى مجالات اللعب.. الرئيس الفذ يسعى كى يرى الشعب مطيعاً وديعاً مستريحاً فى ملذات الطرب، ثم يأتى أى مغمور ليشكو أن مسؤولاً تجاوز أو نهب.. إنه أمر عجب!!
أيها الحكام إن كنتم حشدتم للأهالى ذلك الجيش اللجب.. خبرونى كم حشدتم للأعادى غير إدمان الخطب؟!.. لو تجنى أى موتور علينا، مستبيحاً حرمة الأوطان والأرواح والغرب المداجى خلفه فيما ارتكب.. سوف نلقى كل مسؤول يباهى أنه قد واجه المعتدى، واستل حروفاً من لهب..
ما توانى لحظة لكنه ألقى بياناً أو شجب، وارتدى من بعد هذا الخزى أثواب التعالى، حيث أدى ما وجب.. إنه أمر عجب!!
حين يفتدى الجندى من أسر العرب.. هل عرفتم قيمة الإنسان فى جيش صهيونى تعدى واغتصب؟ إن فرداً واحداً فى جيشهم فى كفة الميزان ساوى ألف فرد من أعزاء العرب.. لو طلبتم فوق هذا لاستجابوا للطلب.
لو عجبتم كيف جندى يساوى من تعدوا ألفاً منا؟.. إن تأملتم ستدرون السبب.. إن جندياً يضاهى عندهم أعلى الرتب.. فهو فى عرف الأعادى آدمى، بل وإنسان كريم.. ليس عوداً من حطب.. إنه فرد، ولكن عندهم أعلى وأغلى من قناطير الذهب.. هل فهمتم ذلك الدرس العجب؟ إن فهمتم خبرونى.. كم يساوى الفرد منا عند حكام العرب؟
سعيد حسين القاضى
شبين الكوم ــ المنوفية