تعود بى الذاكرة إلى أوائل الستينيات، عندما كنت أعمل فنى ميكانيكى سفن بهيئة قناة السويس بقسم التحركات ببورسعيد بإحدى الوحدات البحرية (مرجان). صدرت التعليمات للإبحار إلى بحيرة البرلس، التى كانت تعمل بها إحدى الكراكات ضمن مشروع تكريك وتعميق البحيرة. صدرت التعليمات وتم التحرك من ميناء بورسعيد،
حيث كانت الساعة الرابعة بعد الظهر، وبعد عدة ساعات من الإبحار بدأ ظلام الليل تصاحبه عاصفة بحرية رعدية، الأمواج كالجبال القاتلة وأصبحت السفينة معرضة للغرق!!.. كان ضمن طاقم القاطرة ريس بحرى من ذوى الخبرة فى أعالى البحار اسمه الريس مرسى أبورفاعى، وأثناء الإبحار نادى عليه أصحابه للصعود لغرفة القيادة، فوجد ربان السفينة فى حالة ارتباك شديد!. وكانت المفاجأة للريس مرسى أبورفاعى عندما نظر إلى مياه البحر والنجم بأعالى السماء والبوصلة وخريطة الإبحار، فصرخ قائلاً لربان السفينة: مودينا على فين يا ريس،
أنت فى مياه قبرص!!. وحينئذ تولى الريس مرسى أبورفاعى قيادة القاطرة، وبخبرته صحح المسار إلى الاتجاه الصحيح، ثم ترك القيادة للربان حتى وصل بنا إلى بر الأمان، ونجت السفينة من الغرق. وحتى لا يغرق الوطن أناشدك سيادة الرئيس محمد مرسى الابتعاد عن مستشارى السوء، وتكليف الدكتور الجنزورى فوراً بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى من ذوى الخبرة والكفاءة، حتى يجدد فينا الأمل، فمن خلال معايشتى لهذا الرجل منذ أن كان وزيراً للتخطيط، ثم رئيساً لمجلس الوزراء، أجزم بأنه أهل لذلك... ويقينى أنه يحمل حقائب تنمية مصر وثرائها، ويحمل أيضا هموم الشعب بكل أمانة وصدق وإخلاص، إنها شهادة حق أقولها لله ثم للوطن.. أما استمرار قيادة د. قنديل بخبرته المتواضعة لمركب الوطن، فقد يرتطم بجبل ثلج مخفى فيغرق المركب ونغرق معه!!.
– عضو مجلس الشعب السابق