عزيزى القارئ،.. إن كنت من أولئك المترددين غير المتحمسين للنزول يوم 30 يونيو القادم فاسمح لى أن أساعدك على اتخاذ قرارك بوضعى نصب عينيك تلك الواقعة التاريخية التى لا يستطع أحد إنكارها، وبعد ذلك اتخذ قرارك!!.
أثناء إعدادى للدكتوراه، وقع بين يدى كتاب «مِن كامب ديفيد إلى المعاهدة- خلفية القرار الإسرائيلى» إعداد محمود سويد، دار النشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت لبنان 1979، وكانت بعض صفحاته بيضاء لا أعرف عن قصد أو عن غير قصد !! لكننى توقفت أثناء قراءتى له أمام ثلاث فقرات، كتبها معلق إسرائيلى اسمه موردخاى بركائى يعلق على زيارة وزير الدفاع الأمريكى لإسرائيل فى فبراير 1979 كان مضمونها كالآتى: أن الزيارة مرتبطة باتجاه جديد لدى الأمريكيين فى الربط بين محادثات السلام المصرية الإسرائيلية وإنشاء جهاز دفاع استراتيجى جديد بالشرق الأوسط لضمان المصالح الحيوية وهى عصب النفط لأمريكا والغرب بالخليج الفارسى، ويتجلى أخطر ما فى الموضوع فى الكلمات القادمة التى يقولها المعلق أن الولايات المتحدة تمهد لأن ترعى مصر كقوة عسكرية مركزية مؤيدة للغرب فى الشرق الأوسط العربى والإسلامى، وادعى الكاتب أن مصر تريد أن تكون السند العسكرى للسعودية والكويت والبحرين وسائر دول الخليج. وتوقع أن يتم التوزيع التالى بين الأطراف بحيث تقدم مصر الجنود وأمريكا السلاح والسعودية الأموال وإسرائيل الشرعية !
سأتركك عزيزى القارئ تتأمل ما ورد ولكن اسمح لى بأن أنصحك نصيحة بسيطة وهى أن تحذف السعودية من التوزيعة الأخيرة وتضع بدلاً منها قطر وتنتبه إلى أن مصر فى عهدى السادات ومبارك لم تحقق لأمريكا غرضها السابق لكنها اليوم فى اتجاهها لتقديم الشرعية التى طالما حلمت بها إسرائيل منذ وجودها فى 1948 وذلك بأن أجلست معها ذلك الفصيل الذى طالما ادعى المقاومة والبطولة وعدم اعترافه بإسرائيل، ولكنه اليوم جلس وتفاوض واتفق وهادن وكل هذا بمباركة مصرية وإشراف إخوانى رئاسى كامل، وأظن أحداً لا ينكر هذا، كما لا ينكر أحد البون الشاسع بين ما كان يفعله الإخوان دعماً للقدس أيام مبارك وما جرى أخيراً فى فاعلية القدس لنا..أما أنت إذا كنت تريد أن يصل بنا الحال لأن نكون فقط موردى جنود ومصدر للقوى البشرية لتنفيذ مخططات أمريكية إسرائيلية إخوانية فى إطار صفقة بيع وتسليم البلد لأولائك المتواطئين، فاجلس فى بيتك.. أما إذا كنت ترفض فانزل يوم 30 يونيو ولك كل الحرية فى اتخاذ القرار.
- ماجستير تاريخ
