x

طبت حيا وميتا

الجمعة 01-10-2010 08:00 |

أربعون عاما مرت على وفاة «جمال عبدالناصر».. لم تنقطع عنه فيها سهام الهجوم والنقد والتجريح.. صبوا عليه اللعنات.. حملوه ذنوباً وأخطاء ما أنزل الله بها من سلطان ومع ذلك فها هى ذكراه تحل فلا نملك إلا الاحتفال بها!!

أربعون عاما تغير فيها وجه العالم كله من حولنا، وتداخلت معالم الخريطة فى المنطقة، وصعدت فيها أمم إلى العلا، وهبطت أمم إلى الحضيض، وبات الناس فى بلدى يتساءلون عما إذا كان ما نحن فيه الآن نتيجة لأخطاء الزعيم؟ هل أخطأ «عبدالناصر» مثلا فى التوجه نحو الجنوب إلى أفريقيا لتأمين منابع النيل بعد بناء السد العالى؟ وهل كان السد العالى فى حد ذاته خطأ أكبر؟.. هل أخطأ «ناصر» لأنه أراد تحويل مصر إلى دولة صناعية كما فعلت جميع دول العالم الثالث؟..

 هل أخطأ فى تطبيق مبدأ تذويب الفوارق بين الطبقات، ليصبح شعب مصر أكثر تجانساً مما هو عليه الآن؟.. وهل أخطأ فى تطبيق مجانية التعليم ليصبح التعليم حقاً لكل مصرى؟.. هل أخطأ فى إنشاء وزارة للبحث العلمى وهيئة للطاقة الذرية؟.. هل أخطأ فى تعيين وزراء التكنوقراط، ومن أساتذة الجامعات، والخبراء والشخصيات المصرية المرموقة، بدءا من الدكتور «عزيز صدقى» وحتى الدكتور «عبدالعزيز حجازى»؟.. وهل كان كل هؤلاء من أهل الثقة كما يزعم المدعون أم من أهل الخبرة؟..

 هل كان «عبدالناصر» كافرا فى خصامه لجماعة الإخوان باعتبارهم خصوما قبل أن يكونوا مسلمين؟ تماما كما خاصم الشيوعيين، وذاقوا فى عهده صنوفا من القمع والتعذيب.. باعتبارهم أيضاً من الخصوم؟!.. لم يؤثر ذلك كله على مكانة «ناصر» فى القلوب، لقد صمد حيا بشخصه ضد هجمات الأعداء، وصمد بعد مماته لمزورى التاريخ، ولم يستطع هؤلاء أن يجردوه من صفاته!! نزاهة متناهية.. ووطنية خالصة.. وإيمان بعروبته.. انحياز غير مسبوق للطبقات الكادحة التى أحبته وهتفت له وخرجت لتسانده بعد هزيمة 67 ثم تسابقت لتودعه إلى مثواه الأخير!!.. أيها الزعيم الخالد.. وفى ذكراك الأربعين.. طبت حيا وميتا.

 

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية