ها هو التاريخ يعيد نفسه، فبعد أن فشل الصليبيون فى هزيمة مصر جرت الاتصالات بينهم وبين ملك الحبشة حول فكرة حصار مصر، وتجويعها عن طريق تحويل مجرى النيل فى الحبشة حتى يُحرم المصريون من المياه، لكنهم فشلوا لقوة الدولة فى ذلك الوقت!
وإذا عدنا إلى تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 1999 بأنه يتوقع حدوث حرب من أجل المياه، ومن بين هذا دول حوض النيل «مصر - السودان - إثيوبيا»! يأتى السؤال: من أين لإثيوبيا بالأموال لبناء مثل هذا السد؟ لا يمكن إغفال الدور الإسرائيلى لتمويله عقاباً لمصر على رفضها مد إسرائيل بمياه النيل، وكان لغياب الدور المصرى فى السنوات الأخيرة ما مكن لإسرائيل احتلال الدور المصرى وبسط نفوذها بما تقدمه لهذه الدول النامية من قروض ومساعدات بالإضافة إلى الأنشطة الزراعية والصناعية والثقافية والعسكرية وخلافه!
أما لماذا لم تنتظر إثيوبيا قرار اللجنة الدولية لدراسة النتائج المترتبة على إقامة هذا السد الذى سيحرم مصر من حصتها، وبوار أكثر من نصف أرضها، وانخفاض توليد الكهرباء من السد العالى، وربما أدى إلى غرق السودان فى حالة انهياره.. فلقد انتهز الإثيوبيون الأحداث التى تلت ثورة 25 يناير، وما حدث فيها من خلافات وانفلات أمنى، وإعلام يزيد من حدة الخلافات والانقسامات.. كانت هذه أعظم فرصة لإثيوبيا لبدء مشروعها! مطلوب توعية وتعبئة لما يدبر لنا.. نريد إعلاماً يركز على ما يجرى من مؤامرات على نهر النيل لخلق رأى عام لتحمل المسؤولية والدفاع عن ماء الحياة إذا لم نجد الحل العادل!
القاهرة