x

إلى متى؟ : عــذراً «شــذا»

الثلاثاء 11-06-2013 08:44 |

فى ليلة عاصفة شديدة البرودة، كانت تقف وحيدة فى بداية الطريق لا تفعل شيئا.. تنظر بعيون تائهة حائرة فارغة من كل شىء سوى الحياة.. هى طفلة صغيرة فى عمر الزهور، نحيفة البدن، ترتدى بعض الملابس الرقيقة فى فصل الشتاء.. لها عينان غائرتان، فاتحة اللون، دامعة دون بكاء.. تتراقص أمام عينيها بعض خصلات شعرها المتطاير فى كل اتجاه، تلك الخصلات التى لم يغير الطريق لونها الأصفر ولكنه أطفأ بريقها!.. كان الجو عاصفاً يعصف بكل ما فى الطريق، ولكنها كانت تقف صلبة لا يتحرك منها شىء سوى خصلاتها المتطايرة وأطراف جلبابها تتطاير فتكشف عن جسدها المتجمد النحيل!.. فكيف للهواء أن يعصف بذلك الجسد القصير النحيل..! اقتربت منها متسائلة من يؤويها؟ ما أقسى نظرات الحزن والأسى التى تغطى قسمات وجهها الجميل البرىء !!..

كنت أقود سيارتى مدثرة فى معطفى، والمكيف جعلها شديدة الدفء، وحين اقتربت منها توقفت وفتحت الزجاج فإذا ببرودة الجو تلفح وجهى وتسرى فى يدىّ.. نظرت إلىّ بريبة شديدة! أعطيتها بعض النقود وسألتها ما اسمك؟ قالت «شـذا».. ولم تتكلم أو تقل شيئا!.. وانصرفت متسائلة: ترى ماذا لو تكلمت «شذا» ماذا ستقول؟.. ربما لتطايرنا خجلا كالشظا.. عذراً شذا.. لم نستطع يوماً أن نؤويكِ أو نحميكِ من الأذى.. ونؤمن لك فرصة لحياة كريمة.. لم نفلح أن نوارى عنك الأسى.. فعذراً شذا!!

مصممة جرافيك

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية