كثرت المسيرات على مستوى الجمهورية، وتكاد تكون أسبوعياً تحت مسميات مختلفة.. ولكن لم نجد أى مسيرة تدعو لها هذه الحركات والأحزاب والنقابات لما يدبر لإنقاص حصة نهر النيل!! كأن الدعوة لإسقاط الحكم لعدم شرعيته تقابل من فريق آخر بشرعية الصندوق أهم من قضية الماء!! فى غمرة هذه الأحداث يجرى العمل على قدم وساق فى بناء سد النهضة بإثيوبيا، الذى قد يطيح بأكثر من 50٪ من الأراضى المصرية وكذلك إنتاج الكهرباء من السد العالى سوف تتقلص إلى أدنى مستوياته..!! هل قامت الأحزاب والحركات الثورية والنقابات بدراسة آثار سد النهضة على حياتنا وأجيالنا؟
أتمنى مسيرة باسم «جمعة نهر النيل» يشارك فيها الجميع احتجاجاً لما يدبر لمصر!! الغريب ما يحدث فى وسائل الإعلام المختلفة! انظر حواراتها وضيوفها، فهذا خبير استراتيجى، وهذا خبير قانونى، وآخر محلل عسكرى أو اقتصادى!! كم مرة تطرقوا لملف حوض النيل؟ لقد أصابنا الصداع من المناقشات البيزنطية التى ستعود بنا إلى الوراء ما لم يجدوا الحل لمياه النيل!!.. أين الأولويات؟.. اتركوا خلافاتكم ومسيراتكم إلى الهدف الأسمى وهو ماء النيل.. لا تركزوا فقط على الحاكم فإن آجلاً أو عاجلاً سيرحل!! ولكن لن تستطيعوا أن توقفوا ما يدبر لمياه النيل فقد يفوتكم الوقت بعد أن يكتمل بناء سد النهضة ويحجز المياه والطمى.. احترسوا.
القاهرة
