x

آلو..!!

الإثنين 20-05-2013 21:18 |

فى رحاب الصالحين «6»

عقب ترددى عدة مرات على اللقاء الأسبوعى الذى يعقده أخوة من أتباع الطريقة الميرغنية بحلوان، ولقائى بفضيلة الشيخ «إسماعيل صادق العدوى»، ازدادت صلتى به.. كنا وقتها عقب هزيمة 1967، وكان شاباً فى الرابعة والثلاثين وكان حليق الذقن، فبعد حصوله على شهادة العالمية من كلية الشريعة بالأزهر عام 1964 عُين إماماً لمسجد سيدى أحمد الدردير.. كان مقيماً هو وأسرته - زوجته وبنتان حيذاك - فى شقة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 60 متراً مربعاً تقع بالطابق الثانى بمنزل خلف المسجد الأزهر.. كانت حجرة الضيوف ضيقة تحتوى على كرسى فوتيه بجوار الباب يجلس عليه الشيخ، وثلاث كنبات حوله.. لم يكن الشيخ مشهوراً وقتها، وبدأ عدد مريديه يزداد تدريجياً، فكانت تلك الحجرة مباركة تستوعب ما يزيد على عشرين شخصاً، حيث أقام الشيخ ندوة دينية بها مساء يومى الاثنين والأربعاء من كل أسبوع.. انتظمت فى التردد عليه مرتين أسبوعياً لأنهل من علمه الغزير..

كان موسوعة رغم صغر سنه.. شديد التركيز، فيمكنه أن يحدثنا حول لفظ واحد لما يزيد على الساعة كلفظ «الجبال» مثلاً.. فيذكر لنا كل الآيات والأحاديث والروايات التى وردت بها تلك الكلمة شارحاً معناها مختتماً حديثه بقوله: فلينظر كل منا إلى جبال الذنوب التى يحملها على كتفيه، ويعمل على التخلص منها بالعمل الصالح والاستغفار!!.. كان فضيلته لماحاً، خفيف الظل، أستاذاً فى التنكيت بالتورية!! كان مجلس علمه يمتد لثلاث ساعات، خلالها تصدر منه بعض الفيوضات، فجأة ومعظمها يثير الدهشة!! هو إحدى الشخصيات التى قابلتها فى رحلة عمرى تخبر بالمستقبل بدقة مذهلة!! وفى هذا المجال سأقص على أحبائى القراء بعضاً منها.. وإنصافاً للحق لم أجهد ذهنى فى تأويل ما يحدث من الشيخ!! وعندما سأله يوماً صديق عمرى م. شريف حسين كامل، أحد كبار المسؤولين الحاليين بشركة فوجستو العالمية للحاسبات: «كيف تعرف؟ علماً بأن كل ما تحدثنا به يحدث!!»، أجاب الشيخ: «لست أدرى!! الكلمات تقفز إلى ذهنى دون إعداد فأقولها، فأنا كالراديو يبث محطات عديدة، وليس له يد فى الاختيار!».. فى إحدى الندوات قال لأحدنا: «عندما تكون فى باريس قريباً تذكرنا بزجاجة برفان فرنساوى معتبر!!»، بعد انصرافنا علق صاحبنا: «باريس إيه!.. مفيش أى احتمال للسفر إليها!!» بعدها بأسبوعين كان الرجل فى باريس!! تعالوا نستعرض المزيد.. فللحديث بقية!

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية