مما لا شك فيه أن مصر لم تعد مصر التى كنا نعرفها، فتقريباً لم يتبق منها سوى الاسم، أصبحت مشاهد العنف شيئاً معتاداً وسقوط القتلى لم يعد يفزعنا، تبلدت مشاعرنا وللأسف أشعر بأن كل ما نحن فيه الآن هو غضب من الله عز وجل الله الذى قال فى كتابه العزيز «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فما الذى غيرناه بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا؟
وقد قال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه «إذا أراد الله بقوم سوءاً منحهم الجدل ومنعهم العمل»، فهذا حالنا منذ قيام الثورة، الكل مشغول بالكل، الكل ينتقد، الكل، مظاهرات وتعطيل مصالح، مكالم مفتوحة ليل نهار، الكل مشكلته الرئيس، الشعب مشكلته الرئيس، والمعارضة مشكلتها الرئيس، والإعلام مشكلته الرئيس ولا أحد يفكر فى تقويم نفسه، ولا أحد يفكر فى أن يبدأ بنفسه، لقد انحدرت أخلاقنا بعد الثورة بشكل مقزز، وأصبح الجهر بالسوء شيئاً عادياً..
لقد أظهرت الثورة أن بيننا من كان يخاف من الحاكم والشرطة أكثر من خوفه من الله فمجرد أن رزقنا بحاكم ضعيف وأصبحت الشرطة ضعيفة فجرنا قال أحدهم: وأنا صغير كان حلمى تغيير العالم كله، وعندما كبرت قليلاً وجدت أن حلمى مستحيلاً فحلمت بتغيير بلدى، وعندما كبرت أكثر حلمت بتغيير مدينتى، وعندما كبرت أكثر وأكثر حلمت بتغيير عائلتى، وعندما تقدم بى العمر ولم يعد متبقياً فيه الكثير لم يعد أمامى سوى تغيير نفسى، ولكننى اكتشفت أننى لو كنت بدأت بتغيير نفسى من البداية لكنت وصلت إلى تغيير العالم. صدقونى نحن كلمة السر، ونحن مفتاح القفل، إذا أردت أن ترى مصر تتغير فابدأ وغير نفسك؟!
