هكذا أصبحت الفتنة الطائفية، صناعة نظام بامتياز، توزع الأدوار ما بين مفتى جماعة الإخوان بالتحريم، والسلفيون يحذرون ويكفرون، سئمنا هذه اللعبة السخيفة الغبية قضية هذا الزمان والعصر والأوان.. الفتنة ليست نائمة.. الفتنة فى قمة يقظتها والتمييز ليس مجرد تقليد موروث، وإنما أصبح دستوراً يفرق بيننا، يصادر حقنا فى التشريع لأنفسنا، يسمح للمتطرفين باغتصاب سلطة الدولة، وتنصيب أنفسهم قضاة وجلادين، العودة إلى العصور الوسطى لإحياء نظمها وقوانينها أصبح سياسة رسمية ومناخاً عاماً تقوم فيه الفتنة، وتبيض وتفرخ وتمشى وتختال!.. الفتنة قائمة ونحن وقودها، والمصطلون بنارها دون أن يكون لنا يد فيها، فالسلطة لا تستطيع أن تنفرد أو تستبد إلا إذا نسبت نفسها للذى لا يسأل عما يفعل، ولأن هذه السلطة مصرة على أن تبقى فلابد لها من الفتنة ولابد للفتنة من هذه السلطة.
من رجال التعليم- القاهرة
