يأتى شهر مايو كل عام، ليذكر الأمة العربية بيوم النكبة، فقد تم الإعلان عن قيام دولة الإحتلال، من خلال وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل، وهى وثيقة تم كتابتها يوم 14 مايو 1948 بعد انتهاء الإنتداب البريطانى على فلسطين، وإعلان ديفيد بن جوريون الرئيس التنفيذى للمنظمة الصهوانية العالمية عن قيام الدولة الإسرائيلية، وعودة الشعب اليهودى إلى ما اسماه «أرضه التاريخية» وفى اليوم نفسه اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بالدولة الجديدة، لتعلن للعالم كله تأييدها المطلق لإسرائيل، هذا التأييد يأتى من دولة فاجأت العالم بأسره عام 1945 بأخطر سلاح عرفته البشرية، وذلك بإلقاءها قنبلتين نوويتين على اليابان، وإنهاء الإمبراطورية اليابانية لتعلن بعد أقل من ثلاث سنوات هذا التأييد، والمستمر حتى الآن. وبنظرة موضوعية على دولة إسرائيل وبعيداً عن المهاترات السياسية العنترية، نجد أن إسرائيل وبمساعدة مؤيديها تتفوق على الدول العربية فى جميع المجالات، علمياً واقتصادياً وعسكرياً، ولديها هدف «وهو غير مشروع» بإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وتسخر له جميع أركان الدولة لتحقيقه فى حين أن الدول العربية بالرغم من أنه لديها هدفاً مشروعاً وهو تحرير الأراضى العربية من هذا الإحتلال الغاشم، ولديها من الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيقه، إلا أنها لا تعمل لذلك ولا تفكر فيه، بل وصل الأمر إلى خوفها من أن تستغل إسرائيل ضعفهم الحالى، وتحقق هدفها الذى تعمل من أجله منذ قيامها وهو دولة إسرائيل الكبري. والسؤال الذى يلح الآن من سيصل إلى هدفه أولاً؟ الذى لديه الهدف المشروع، ولا يعمل من أجله أم صاحب الهدف غير المشروع ويعمل من أجله؟
عين شمس- القاهرة
