التصريح الصادم للدكتور نصرالدين علام، وزير الرى السابق، بأنه (فوجئ) عقب توليه منصبه عام 2010 بأن إثيوبيا أنشأت سدين أحدهما يخزن 9 مليارات متر مكتب، وأن الإنشاء (تم) دون إخطار مصر!! يجعلنا نتساءل: أين كانت أعيننا ورجالنا فى منابع النيل؟.. وما هو رد فعلنا الرسمى فى 2010 وما بعدها؟.. من الغريب أن «المصرى اليوم» نشرت بتاريخ 27 يوليو 2008 خبراً عن توقيع إثيوبيا اتفاقية للتعاون مع ألمانيا وإسرائيل فى مجال تطوير عدة مشروعات للرى، وتنص الاتفاقية على أن تقدم ألمانيا الدعم المالى، وإسرائيل الدعم الفنى والتقنى!!
ولذا فقد كتبت هنا بتاريخ 29 يوليو 2008 حول ذلك الأمر، وأشرت إلى أن الخبر لم يُنشر فى العديد من الصحف وعلى رأسها جريدة (الأهرام)!! وطالبت بتوضيح رسمى لتفاصيل تلك الاتفاقية، وكررت أن مسألة المياه هى مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر!! وللأسف لا حياة لمن تنادى!! ولعل أخطر ما أعلنه د. علام هو التأكيد على (سوء نية) الجانب الإثيوبى بقوله: عندما طرحت إثيوبيا فكرة إنشاء «سد النهضة» على مبادرة حوض النيل عام 1997 كان يسمى «سد الحدود» وسعته التخزينية 14 مليار متر مكعب، ثم أعلنوا «بعد ذلك» أن سعته التخزينية ستكون حوالى 63 مليار متر مكعب!! وأثناء التنفيذ أعلنوا أن سعته 73 مليار متر مكعب ليضعوا مصر أمام الأمر الواقع مستغلين انشغالنا فى أحوالنا الداخلية!!.. وقريباً سيفقد السد العالى دوره!! أليس ما يدور كارثة، ونحن مازلنا نائمين فى العسل؟!. ولحديث وجع القلب بقية!
