هما عامل وفلاح.. رفيقان فى السلاح.. على درب الكفاح.. شيمتهما الصبر على الجراح.. صلابة مع كبح الجماح.. ومهما عانيا لا يقومان بالإفصاح.. برزق الخالق الرزاق الفتاح.. عرق الجبين لهما شعار ووشاح.. الجد والنشاط بمثابة الدرع والرماح.. يستعدان لعملهما عند إشراقة الإصباح.. هذا عهدهما كلما أحدهما غدا أو راح.. هما لسفينتنا الربان والملاح.. وحتى تكتمل الرحلة لنا ولهم بنجاح.. أخذا على عاتقهما التمهيد لها والإفساح.. مهما اعتراها من أمواج ورياح.. ببر آمانها الكل بها استراح.. هم من غرس الخيرات عبيرها فواح.. فى أرضنا وإن كان فى بعضها أملاح.. والحنظل ينقلب فى أيديهما تفاح..
وعامل البناء اعتلى السقالة على الألواح.. وأتم البناية وشطبها وسلمها على المفتاح.. صوت ماكينته عنده كأنه كروان صداح.. بالرغم أنها تهالكت وتحورت كأنها أشباح.. ويعز عليه عشرتها وهذه من شيم الحاج صلاح.. أبقاها كما أبقى غيرها وهذا فى عرفنا شىء مباح.
