x

قول ما تخافش :صوت شاعرة شرقية

الثلاثاء 30-04-2013 08:24 |

موعودة الأنثى الشرقية أن تكون دمية لرجل ما.. لا يتحقق وجودها إلا من خلال أن تكون حرم فلان.. لا يعترف بها ولا تكتمل إلا بزواجها من رجل، أو شبه رجل.. تحيا فى ظله صامتة.. ففى الشرق تختن ألسنة الفتيات فى طفولتهن، وتوأد فى حناجرهن الكلمات.. فى الشرق تصادر أحلام الفتيات، وينتزع من عقولهن الخيال.. فى الشرق لا حظ ولا مكانة للمبدعات.. الشاعرات فى مرتبة المتمردات.. متبجحات خلعن عباءة الحياء.. خرجن عن مسار القطيع.. بعضهن تخفين خلف أسماء مستعارة..

أخريات غامرن بالكتابة فى ضوء النهار.. وكشفن عن وجوههن الأستار.. مبدعات الشرق متهمات بالإفصاح عن المشاعر.. والتجرؤ بإعلان أحلامهن على الملأ.. كل شاعرة يشكك بعض الرجال فى موهبتها! وبأنه لابد أن يكون هناك رجل ما يكتب لها، أو على الأقل يصحح سطورها.. كل شاعرة يشكك بعض الرجال فى عفتها، بأنه لابد أنها دفعت ثمناً ما فى مقابل نشر حروفها!..

كل شاعرة يفتش بعض الرجال عن سر إلهامها! هل هى حرم فلان تكتب له وحده؟ أم أنها عابثة تفوح من حروفها رائحة المغامرة؟!.. كل شاعرة فى الشرق تصطدم أحياناً بأشباه رجال، يتحكمون فى عالم النشر، يدعونها إلى دخول عالم الأدب عن طريق درب قلة الأدب!!.. يتجاهلونها فى مكاتبهم كمبدعة، ويرحبون بها فى مخادعهم كفريسة.. فما دامت أطلقت العنان لخيالها، ولم تدفن قلمها فهى فى عرفهم مستباحة.. لا يهمهم أفكارها أو أسلوبها فى الكتابة، ولكن يريدون التهام شفاهها.. لا تسرهم الموسيقى الداخلية فى نصوصها، ولكن تأسرهم فكرة مضاجعة بنات أفكارها.. عندما تبوح الأنثى بمشاعرها فى الشرق، تعلق لها مشنقة، وتفتح لها المحاضر مع كل قصيدة حب جديدة.. وتبقى مادة للتسلية يلاحقها الغمز واللمز.. ونفس السؤال: لمن تكتب؟

 الإسكندرية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية