x

صكوك الغفران فى زمن الإخوان

الخميس 25-04-2013 16:27 |

كانت الكنيسة الكاثوليكية فى أوروبا قديماً تمنح رعاياها صكوكاً ورقية، مقابل الاعتراف بخطاياهم وذنوبهم كاملة فى آخر أيامهم فى الدنيا، أمام القساوسة لتكون صكوك الغفران بمثابة جواز سفر معتمد إلى النعيم، مقابل مبلغ مالى للصك الواحد قد يقل أو يزيد بمقدار حجم الإثم أو الذنب الذى يرتكبه المواطن إلى أن قام «مارتن لوثر» المولود فى ألمانيا «1483 - 1546» بثورته الإصلاحية للكنيسة البروتوستانتية فاندثرت هذه الصكوك ودخلت متاحف التاريخ ولم تخرج منه، والمدهش أن مشروع الصكوك الإخوانية الذى يتبناه أعضاء مجلس الشورى، ومحاولاتهم المستمرة لتمريره رغم اعتراض الأزهر الشريف عليه عند محاولاتهم الأولى والثانية، بعد نزع كلمة «الإسلامية» فهو يحمل فى ظاهره الرحمة وفى باطنه العذاب، وعوامل الفوضى، حيث مازالت هناك تساؤلات مشروعة عن أثاره الجانبية، وعن كيفية بيع أصول الشركات، ثم إعادة بيعها مرة أخرى، قد يتمكن فيها غير المصريين من اللعب بأصابعهم بدهاء فى تخريب الاقتصاد المصرى، والمدهش أيضاً أن المروجين للمشروع كانوا هم أول المعارضين له، عندما كانوا داخل خندق المعارضة قبل ثورة 25 يناير،

ويؤكدون أن أصابع جمال مبارك، كانت تلعب فى مصر من أجل تمرير الصكوك، بينما اليوم هم أول من يحاولون منح المشروع قبلة الحياة، فى غياب دراسة جدواه بشكل موسع، وحوار مجتمعى مع رؤساء الأحزاب، حتى لا يتكرر سيناريو ما حدث فى روسيا، عندما لجأ الحزب الواحد هناك إلى تنفيذه، وتسببت البيروقراطية فى استيلاء المافيا وتجار السوق السوداء عليه، وفشلت التجربة، ونأمل التراجع عنه قبل أن يكتشف الناس أنهم انضربوا على القفا، وما يخططون له ما هو إلا مجرد ضحك على الدقون، يدغدغون به مشاعر البسطاء والغلابة والجهلاء، على أمل تمكينهم من النعيم على الأرض فى غياب «مارتن لوثر» مصرى الجنسية الذى يمكن أن يحقق بثورته الإصلاحية الحق الضائع والكرامة المهدرة، وعودة العدل المفقود على الأرض!!

 السويس

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية