أخذت أتأمل برهة المشهد العابث الذى يشاهده المصريون المخلصون، فتساءلت فى نفسى: ماذا لو تم سجن الفضيلة؟. النتيجة الحتمية أنه سوف تتربع الرذيلة على عرش المجتمع، ويحيا المجتمع فى الفساد!!.. ماذا لو تم سجن العقل؟ سوف ينفلت زمام الغرائز والشهوات، وتضيع القيم والأخلاق!!.. ماذا لو تم سجن الحق؟ سينطلق الباطل، وينتشر الفساد والظلم فى الأرض!!.. ماذا لو تم سجن النور؟..
ستغطى الظلمة الحالكة أعين البشر، ويضل الجميع طريقة!!.. ماذا لو تم تكميم أفواه الحكماء؟ سوف يتكلم البلهاء والمنافقون والضالون والمضلون!!.. ماذا لو تم سجن الشجعان؟ سيسود علينا الجبناء والخونة!!.. ماذا لو تم قتل العلم؟ سوف يتربع الجهل على عرش المجتمع، ويرتد المجتمع إلى عصر الجهالة والظلمة!!
لكن الله لا يترك شعبه يهلك، لأنه الخالق المبدع الذى يحمل لنا الصلاح والخير، وكل نعم الحياة، وهنا تذكرت ما سجله «إشعياء النبى» - أحد أنبياء بنى إسرائيل العظام - حينما قال مخاطباً النفس البشرية: «قومى استنيرى لأنه قد جاء نورك، ومجد الرب أشرق عليك.. لأنه ها هى الظلمة تغطى الأرض والظلام الدامس.. أما عليك فبشرق الرب ومجده عليك يرى. فتسير الأمم فى نورك، والملوك فى بهاء إشراقك». إشعياء 60: 1-3. فالظلمة والموت لأهل الظلمة والموت، أما الأحياء والشجعان والحكماء والمتعلمون فلا يسود عليهم الموت، ولا تغطيهم ظلمة، ولا يرهبهم كلام الجهلاء، ولا يخشون سيف السفهاء، لأن الله وضع فيهم الحق والحياة، فيسيرون فى طريقهم فرحين، متطلعين إلى مستقبل مشرق. لقد انهزم الموت إلى الأبد أمام سلطان الشجاعة والحق.
د. - أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية.
