غول كبير يذبح المسكين يأسر فى صغاره
ونراه كالمرض الخبيث مدمراً أقصى دياره
يمشى بفخر واعتلاء لا يبالى بالمكاره
يتجنب الفقراء دوماً أن يسيروا فى مداره
غول الغلاء يصاحب الأغنى ويسعى لانتصاره
لا ينظر الأعلى ثراء للفقير ولا لجاره
بل يحتسى خمراً تخالطها الدماء من اغتراره
يبتز أقوات الضعاف يطير من فرط اقتداره
وتراه يهزأ بالفقير إذا تأوه من مراره
من ذا يُسِيل دماءه كيما يريحنا من شراره
أو يبعث الله الرخاء يسوقه حتى انتحاره؟
يا رب قدرتك التى تلقى الكفور بحر ناره
وتعيد للكون الرخا يمضى العباد إلى عماره
فالعدل يقبع خائفاً والظلم يرقب فى انتظاره
والكون يضرع مستجيراً مستغيثاً من دماره
فالأقوياء تجبراً يتآمرون على صغاره
رب اهدنا سبل الرشاد لكى نسير على مساره
نشتاق هدى رسولنا هيا لنسكن فى مناره
إن القناعة تبرئ القلب المحطم من عساره
يا رب فارزقنا الرضا لنعيش دوماً فى ستاره
العشرة آلاف - أبوالمطامير- البحيرة
