بعيداً عن النقد الفنى الموجه لمسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» لكاتبه الأستاذ مصطفى محرم لأن للنقد أربابه، فإننى أهمس فى أذن هذا الكاتب الفاضل معاتباً إياه، وذلك فيما يتعلق بالحوارات التى دارت بين الأستاذ حسن يوسف ومحاميه داخل مصلحة السجون!!
فبغض النظر عن الأخطاء القانونية الفادحة التى وقع المسلسل فى براثنها، فإن الحوارات المبتذلة بينهما استطاعت أن تصور المحامى على أنه منعدم الضمير، وأنه يبيع موكله لخصومه، وأنه يتلاعب بمواعيد استئناف الأحكام وتجديدها من الشطب، وغير ذلك من الاتهامات التى وجهت بهتاناً وإثماً وخلافاً للواقع لأرباب الروب الأسود!!..
ومن خلال هذا المنبر، فإننى لا أطالب نقابة المحامين بالتحرك للذود عن فرسانها، لأننى بحسب الأصل ضد ملاحقة حرية التعبير بدعاوى الحسبة المفتعلة القمعية، ولكننى أنتهز الفرصة لأؤكد للكاتب الجليل أن معرفته بالمحامين لا تتعدى معرفتى بالكائنات الفضائية!!
ذلك أن الصورة التى أظهرها للمشاهد لا تمثل المحامى الحر المحترف فى وقاره وعلمه واحترامه، بل أؤكد لسيادته أنه لا يجرؤ موكل- كائناً من كان- على التحدث مع محاميه بهذه الطريقة الفظة، اللهم إلا بعض الحالات الشاذة التى تتسكع بأروقة المحاكم، والتى لا يتصور أن تكون من المتعاملين مع كبار رجال الأعمال، والتى لا تمت بصلة لمهنة المحاماة ورسالتها السامية!! وختاماً، فإن عزائى الوحيد هو عودتنا لرؤية فنان جميل كالفنان حسن يوسف الذى تمتد جذوره إلى زمن الفن الجميل.
المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة
