كل شىء كآبى خانق، فقدنا كل شىء حتى أخلاقنا، أصبحنا شعب منعدم الأخلاق، البلطجة تمارس عينى عينك، تبجح الصغير وقسوة الكبير، والأنا والتعالى التى انتشرت فقسمتنا.. حولتنا إلى كيان عديم النفع، اللى يقدر يخطف حاجة يخطفها. ويجرى واللى يقدر يبلطج يبقى فهلوى واللى يعمل براشوت على حق أخيه.. هل هذا ما قامت الثورة من أجله؟
هل ضحى من ضحى بدمه لتتحول مصر من دولة فاسدة إلى غابة يأكل القوى فيها الضعيف؟ وخرابة تنعق فيها الغربان ودماء تسيل على الأرصفة وفى الطرقات ودولة أوشكت أو كادت تتحول لأفغانستان وعراق جديدين؟ أى ضياع حين ترى وطنك ينهار أمام عينيك، والكل لا يعبأ إلا بانتصار فريقه وجماعته وفصيله على خصومه، وتحولنا لشيع بعد أن كنا شعباً واحداً فى الملمات..
هل قدر الزمان أن نقف على أطلال حضارة عظيمة ووطن عظيم نبكى ضياعه؟ هل سنفيق بعد فوات الأوان ننشد الحرية فلا نجدها، ونبحث عن الأمان فنتوه فى الفوضى والعشوائيات والزحام، ليتهم نجحوا وحققوا عهودهم، أو حاولوا فجنبوا البلاد ويلات الفتن والاضطراب وتكالب المعارضين فأخرسوا الألسنة ووحدوا الكلمة بالعمل والإحساس بآلام الناس وآمالهم بدلاً من تفرغهم لوسائل الردح والكذب والتدليس على الناس وياليت المعارضين توحدوا وأخلصوا ضمائرهم، وصفوا نفوسهم وأزالوا الحقد من قلوبهم فتجمع الناس حولهم بدلاً من هذا التيه والتخبط أو يا ليت ثورة لم تقم وأبراراً لم يذهبوا هدراً ليعشش أخطبوط كاذب يبغى السيطرة على البلاد، مكان أخطبوط سابق عشش الفساد فى عهده ليفرخ فى سنوات الجدب والظلام.