منذ أن توارى علماء الأزهر، وظهر على الساحة والفضائيات بعض الدعاة من خريجى المعتقلات والسجون، الذين كان العامة من قبل يطلقون عليهم لقب الإرهابيين، فلا الشكل العام لهم يدل على العلم الغزير أو التقوى، هم أشبه بالشياطين شكلاً ومضموناً!، ومع خطابهم المتدنى والمتشدد، نشروا بيننا ثقافة النقاب،
الذى اتخذ منه البعض ساترا لجميع انواع الجرائم!.. فدخل طالب منقب إلى المدينة الجامعية الخاصة بالبنات لكى يقابل محبوبته متخفياً!، وآخر هارب من حكم بالسجن المؤبد يمارس حياته متخيفاً بالنقاب! وزوجة تدخل عشيقها الى منزل الزوجية أمام زوجها على أنه صديقتها الصدوقة المخلصة المنقبة التى لا تكشف وجهها أمام الرجال،
ولا يدرك الزوج المخدوع أنها رجل!.. وأكبر من كل ما سبق، سيدة تمارس البغاء وهى منتقبة حتى لا يشك فيها أحد، وكانت بعض الأسرة تثق فيها وترحب بقدومها وتجلسها مع أبنائها، ظنا أن النقاب الذى ترتديه دليل عفاف!.. لدينا مثل شعبى يقول «ليس كل بريق ذهبِ، وليست كل منتقبة طاهرة شريفة».. يا سادة لم يعد لصوص اليوم يسكنون الخرابات على غرار أفلام زمان، بل يسكنون الفيلات الفاخرة، وينعمون بالهواء المكيف!.. رحم الله الشيخ الجليل محمد سيد طنطاوى عندما دخل مدرسة أزهرية، ووجد تلميذة صغيرة منقبة فأشفق عليها، ونزع النقاب عن وجهها، فثارت عليه العامة والخاصة، وهو الذى كان على صواب.. فكم من نقاب وراءه جريمة يخفيها!
- أسيوط