«إن الإسلام لم يأت إلا بكل ما هو شرير وغير إنسانى!!!» كلمات من محاضرة ألقاها البابا بنديكت السادس عشر فى ميونيخ عام 2006 تحت عنوان «العقل والدين»، وفى سياق ما عرف بـ«الإسلاموفوبيا» و«الفاشية الإسلامية» و«الخطر الأخضر» أشرف بنفسه على طقوس تنصير الصحفى المصرى الإيطالى «مجدى علام» والصحفى الباكستانى «خان الإنجليزى»، مما أتاح الفرصة لتكريم الكاتب الهندى «سالمان رشدى» صاحب كتاب «آيات شيطانية»، وتحت ضغوط فضائح الكنيسة الكاثوليكية، قدم البابا المخضرم استقالته، ولكن تظل مخاطر وهواجس «أسلمة» أوروبا والغزو الثقافى للقيم الإسلامية وتغيير هوية القارة العجوز صداعاً مزمناً فى رأس حراس العقيدة بالفاتيكان، بل إن البابا بنديكت السادس عشر قد ترك أيضاً جراحاً غائرة فى جسد الكنيسة القبطية عندما هاجم أركان الإيمان الخاصة بالكنائس الأخرى!!! ورغم زياراته لعدد من الدول العربية والإسلامية مثل الأردن وتركيا ولبنان والأراضى المحتلة وإسرائيل فى عام 2009 إلا أنه لم يفكر فى إدانة محرقة غزة التى قامت بها الدول اليهودية العنصرية!!
وعلى خلفية تصريحات «د.رفيق حبيب» نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بأن المرجعية الإسلامية هى مرجعية ثورات الربيع العربى، والمشروع الخاص بالرئيس «أحمدى نجاد» بإقامة شرق إسلامى «المشروع الصفوى الفارسى الإيرانى حسب رؤية الخصوم»، والمشروع الصهيونى الأمريكى «الشرق الأوسط الكبير - المشروع القطرى الأمريكى حسب زاوية أخرى»، ومشروع الجامعة الإسلامية حسب أحلام الرئيس التركى رجب طيب أردوجان، ومشروع الخلافة الإسلامية الخاص بالأحزاب الإسلامية والسلفية، بغض النظر عن مشروع الأممية الإسلامية عند تنظيم القاعدة «الأحزاب الأصولية والجهادية»، وفى خضم هذه المشاريع والمخططات الاستراتيجية والألغاز الفكرية والسياسية، كيف سيواجه قادة دول الربيع العربى الصراع العالمى القادم بقدوم البابا الجديد؟!!
فبالنسبة لمصر، هل الإجابة عند قوى الإخوان والسلفيين أم عند قادة جبهة الإنقاذ «البرادعى - صباحى - موسى - البدوى - أبوالغار - شكر - جورج إسحق» أم عند جبهة الضمير أم عند القوى الثورية والاشتراكيين الثوريين أم عند حمار جحا الحائر بين الأب والابن وحزب الكنبة «الأريكة حالياً»؟!! مع الاعتذار لحمار الانتخابات فى بلغاريا وحمار الحزب الديمقراطى ببلاد العم سام!!
أستاذ الآثار المصرية المساعد - جامعة قناة السويس