رحلت فى 25 مارس سنة 1992 بعد حياة حافلة، تاركة سيرة عطرة فقد كانت زوجة صالحة وأماً حنوناً لم تسع لبريق سلطة طوال، فترة حكم زوجها، إنها السيدة «تحية محمد كاظم»، زوجة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر،
فى أيام كثر فيها كشف المستور عن كواليس السلطة فى زمن ما قبل ثورة 25 يناير وكيف كان دور السيدة الأولى فى زمن ما بعد جمال عبدالناصر «مؤثراً» فى صنع القرارلأجل هذا كانت سيرة السيدة تحية كاظم موضع احترام جموع المصريين وقد ظلت طوال حياة زوجها متفرغة لزوجها وأولادها الخمسة واختارت البعد عن الأضواء وكان مثيراً أن تخرج مذكراتها للنور بعد رحيلها بعنوان «ذكريات معه» فى سرد رائع يحمل معانى نبيلة وقيماً رائعة ما أحوجنا اليوم إلى الدعوة إليها ويروى الأستاذ هيكل أن الرئيس جمال عبدالناصر كان يجلها ويحترمها كثيراً، ولا يقبل أن يغضبها أحد أو يحزنها،
وفى ذكراها أود الخوض فى ترفع هذه السيدة العظيمة وكيف أنها تحملت بأسى وحزن الحملات الضارية التى شنت على الرئيس عبدالناصر بعد رحيله وفى هذا الصدد أتطرق لواقعة مقال الدكتور يوسف إدريس بالأهرام سنة 1986 طالباً من أسرة الزعيم جمال عبدالناصر أن تترك الاستراحة المخصصة للرئيس عبدالناصر والتى آلت إلى ورثته بعد وفاته لأجل سداد ديون مصر،
فما كان من السيدة تحية كاظم إلا أن أرسلت خطاباً للأهرام قالت فيه: «إنها تتنازل عن هذه الاستراحة وأنها لا تريد شيئاً من هذه الدنيا وهى تشتاق إلى اليوم الذى تقابل فيه ربها حتى تدفن بجوار جمال عبدالناصر»، ويبقى اليوم الأخير فى حياة رفيق عمرها أكثر أيام عمرها حزناً، بحسب رواية الدكتور خالد جمال عبدالناصر فقد قال عندما مات أبى صرخت أمى وهى تتبع جثمانه وهو يهبط من الدور الثانى على أكتاف حرسه الخاص قائلة «خدوه منى وهو حى وخدوه منى وهو ميت» ثم جلست على السلم تبكى بحرقة «يا جمال» وتبقى حياة السيدة تحية كاظم ثرية بالمواقف التى تحتاج لسرد دائم وفى ذكرى رحيلها ندعو لها بالرحمة والمغفرة.
- المحامى- بنها