على مدى سنوات، احتفظت ويكيبيديا بعدد كبير من المساهمين الذين شاركوا فى تحرير صفحاتها ، محققة نجاحاً هائلاً فى مجال توفير المعرفه المجانيه للجميع فى شتى المجالات، إلا أن هذه الصداره التى احتلتها الانسيكلوبيديا الإلكترونيه على وشك التراجع بعد معاناتها من نقض كبير فى عدد المساهمين فى كتابة معلوماتها وتحرير صفحاتها. وشهدت الأشهر الثلاثه الأخير تخلى نحو 49 ألف مشارك متطوع عن ويكيبيديا، ساهم جميعهم فى تحرير صفحات الانسيكلوبيديا الأشهر والتوثق من صحة معلوماتها، الأمرالذى أثار مخاوف العديد من الخبراء من أن يشكل هذا المسار خطراً على مستقبل ويكيبيديا حال استمراره، مما قد يهددها بالانهيار.
وتعقيباً على انسحاب هذا العدداً الكبير من المساهمين، قال فيليب أورتيجا من جامعة ري خوان كارلوس في مدريد والعضو في فريق بحث معني بهذه الظاهرة حاليا لمراسل صحيفة التايمز اللندنية الصادرة اليوم إنه في حالة عدم توفر عدد كاف من الأشخاص المهتمين بالمشروع فإن ويكيبيديا قابلة للتلاشي.
وكشفت دراسة أورتيجا عن أن المحررين المتطوعين بدأوا بمغادرة الموقع بأعداد قياسية خلال الفترة الاخيرة، حيث اتضح أن موقع ويكيبيديا فقد 23 ألف منهم خلال شهري مارس وإبريل الماضيين، علما بأن عدد المحررين العاملين في هذه الانسكلوبيديا الالكترونية يصل إلى حوالى 100 ألف شخص، مما يعني أن ما يقرب من ربع المحررين قد ترك الموقع نهائيا. كما يؤكد بعض الخبراء تلاشى بعض القيم التي كانت تحكم ويكيبيديا في بدايات ظهورها، حيث علق أورتيجا على هذا الرأى قائلاً: "أصبحت المقالات تحت سيطرة أشخاص آخرين غير الذين يكتبونها وهذا ما جعل المشاركة أكثر صعوبة مما كانت عليه في السابق". وعلى الرغم من انسحاب المحررين المتطوعين من الموسوعه الإلكترونيه الشهيره، إلا أن شعبيتها لم تتأثر بين القراء.
وكان جيمي ويلز، مؤسس ويكيبيديا، التى تحتل حالياً الموقع الخامس فى الترتب العالمى من حيث الشعبيه، قد بدأها كمشروع تجريبى فى عام 2001. يذكر أن ويكيبيديا كانت قد تعرضت لبعض التجارب المثيرة للحرج بسبب نقص التحرير وعدم دقة المعلومات في بعض الحالات مثلما حدث بعد إعلان وفاة السيناتور إدوارد كينيدي قبل حدوثها، ما أدى إلى وضع قواعد جديدة تمنع حدوث أخطاء مماثله.
