حتى أنت يا جراد جئت تشاركنا الزاد.. قوتنا وقوت الأولاد اعلم أنه أوشك على النفاد.. فلقد قرر التموين لنا مشكوراً الإمداد.. بثلاثة أرغفة يومياً لكل فرد من الأفراد!.. مررت علينا فى صورة سحابة جعلت ضوء النهار سواد.. ثم سقطت علينا فجأة كما سقط المنطاد.. دون سابق إنذار أو سابق ميعاد.. إذن أنت لست ضيفاً بل جئت للإفساد.. تأكل الأخضر واليابس وما يتبقى يُصاب بالفساد.. تأخذه منا على حين غرة كفعل الأوغاد!.. وتتركنا نتحسر عليه حُرقة فى الأكباد.. بالرغم من تقنيات مراكز الرصد فهى لك بالمرصاد..
ولكن قرون الاستشعار لديك تفوقت على حسابات الأطوال والأبعاد.. أيها الجراد ما تلاحظه الآن فى سمائنا من نار ودخان ورماد.. ليس لطردك، بل أصبح هذا فى حياتنا شيئاً مُعتاد!.. فكُل واهنأ وخذ معك عند الرحيل ما يكفيك من العتاد.. فصغارك من اليرقات فى انتظارك حتى يقوى ما لهم من أجنحة وأغماد.. كى يأتوا معك العام القادم فمن شرب من ماء النيل له عاد.. وأرض الكنانة أرض العطاء منذ عهد فرعون ذى الأوتاد!!.. والضيف له عندنا حق الرفادة والوفادة مهما تعددت الأوفاد.. أيها الجراد إن كان لك حق الحياة ولكل حى حقٌ يراد.. ليتك تختصر حتى لا يصاب اقتصادنا على ما هو عليه من كساد.. وتقتصر المُقام، لأنك فى الوضع الحالى لن تنعم بالرُقاد!!
هيئة الرقابة الدوائية