شيع جثمان المستشار «فاروق سيف النصر» وزير العدل الأسبق، بعد صلاة ظهر اليوم، تقدم الجنازة عدد من كبار رجال الدولة والوزراء الحاليين والسابقين بالأضافة إلي زملائه وأبنائه من رجال القضاء.
وكان الفقيد قد لقي وجه ربه في ساعة مبكرة من صباح اليوم، عن عمر يناهز 86 عاما بعد صراع طويل مع المرض، ويعد الفقيد من أبرز من تولوا حقيبة "العدل" في مصر، كما أنه من الشخصيات البارزة في تاريخ القضاء المصري، حيث أمضي الراحل ما يقرب من 60عاما في خدمة القضاء، حتي عام 2004 ضمن حكومة الدكتور «عاطف عبيد».
وشيع صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري والمستشار ممدوح مرعي وزير العدل والدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية وعدد كبير من الوزراء الحاليين والسابقين ورؤساء الهيئات القضائية والمئات من رجال القضاء والنيابة العامة.
ويصف عدد كبير من رجال القضاء الفقيد بأنه صاحب مدرسة "استقرار القضاء" الذي شهد في أعقاب خروجه من الوزارة قلاقل وأزمات لم تحدث في تاريخ القضاء، فكان «سيف النصر» حريصا علي حماية القضاة وتقديم كافة الخدمات والمميزات المادية لهم.
وكان أخر ظهور علني للفقيد في حفل افطار نادي القضاة رمضان قبل الماضي، حيث كانت مفاجأة الحفل السنوي هي حضور «سيف النصر»، في حين لم يستجيب الوزير الحالي إلي دعوة النادي لحضور الحفل، وحظي الراحل وقتها بتحية كبيرة وحارة من جميع الحضور، الذين تحلقوا حوله منذ بداية الحفل، كما وجه المستشار «زكريا عبد العزيز» رئيس النادي آنذاك تحية خاصة لهذا الرجل، وقال عنه «أحمد مكي» نائب رئيس محكمة النقض، «هذا الرجل لم يحرض علينا السلطة للتضييق علي القضاة وناديهم كما يحدث الآن." في إشارة إلي الوزير الحالي «ممدوح مرعي».
ولد المستشار فاروق محمود مصطفى سيف النصر في 14 ديسمبر عام 1922، وتخرج من كلية الحقوق عام 1943 ليعمل معاونا بالنيابة العامة ثم تدرج في السلك الوظيفي ليصبح رئيسا للمحكمة الدستورية العليا في عام 1982، ثم وزيرا للعدل عام 1987، تحسب له عدة بصمات واضحة في الرقي بمستوى القضاة وأحوالهم المادية وتطوير أبنية المحاكم، ويعد المستشار «ممدوح مرعي» وزير العدل الحالي أحد تلامذة «سيف النصر» الذين كان يعتز بهم، حيث عمل «مرعي» مساعدا له كمدير للتفتيش القضائي، وظل قريبا منه خلال فترة توليه الوزارة وحتي خروجه منها في 2004.
وعاني «سيف النصر» في الفترة الأخيرة من المرض وظل في صراع عنيف معه عدة أشهر حتي توفي بمستشفي الشروق وشيع جثمانه ظهرا من مسجد الحامدية الشاذلية بالجيزة.