نعلم منذ القدم أن المصريين مسلمين ومسيحيين كتلة بشرية واحدة لا تستطيع أن تميز فيها بين مصرى وآخر فالكل مواطنون فى وطن واحد عاداتهم واحدة، وهمومهم واحدة، وأفراحهم واحدة، ولكن للأسف بدأنا نسمع ونشعر فى الآونة الأخيرة بشق هذه الكتلة وظهور مصطلح عنصرى الأمة «مسلم ومسيحى» ومن هنا بدأ التمييز الذى يقضى على مبدأ المواطنة ويؤدى إلى تفكك وضعف الدولة وهذا شىء خطير جداً على استقرار وسلامة الوطن من الداخل لأنه لا يستطيع عنصر واحد بمفرده أن يقود الوطن وإعلاء شأنه، وهذا تعلمناه من التاريخ وثورة 19 خير دليل على ذلك فعندما اتحد عنصرا الأمة وكونا كتلة مصرية واحدة تحققت نتائج الثورة الإيجابية.. نحن الآن فى أشد الحاجة إلى هذه الأمثلة الرائعة من تاريخنا العظيم، ولنا أيضاً فى التفاعلات الكيميائية أمثلة واضحة.
فمثلاً لو نظرنا إلى عنصر الهيدروجين نجده له قابلية شديدة للاشتعال القابل للانفجار.. أيضاً غاز الأكسجين قابل للاشتعال ويساعد أيضاً على الاشتعال.. ولَكِنْ هذان العنصران عندما يتحدان يكونان لنا الماء الذى هو أصل الحياة ويساعد على إطفاء الحرائق المشتعلة.. كذلك لو نظرنا إلى عنصر الصوديوم سنجده حارقاً إذا لمس باليد وعنصر الكلور سام إذا استنشق بشكل مباشر، ولكن عند اتحادهما يكونان لنا ملح الطعام الذى لا غنى عنه فى الأكل بالإضافة لفوائده لجسم الإنسان وبعض العمليات الصناعية.. من هنا نستطيع أن نؤكد أنه لا غنى أبداً عن اتحاد عنصرى الأمة «مسلم + مسيحى» لتكوين مركب واحد متجانس خواصه المحبة والمودة والسماحة والسلام قادر على قيادة وخدمة هذا الوطن.
الإسكندرية
