معظم من يتبوأون كراسى السلطة حالياً فى مصر يتجاوزون من العمر خمسين عاماً، فيجب أن نعترف بأن «معظمهم» بعيدون عن الإدراك العميق لخطورة الثورة التكنولوجية الحديثة وتطورها.. فالعالم يعيش حالياً ثورة جديدة فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. ففى مجال ثورة المعلومات وبرغم التقدم الرهيب فى إمكانيات الحاسبات الإلكترونية ووسائل نقل المعلومات، فإن التحكم فى تدفق طوفان المعلومات أصبح شديد الصعوبة، وأجيال الشباب الصاعدة أكثر استيعاباً من أجيالنا، وأفضل استخداماً للغة العصر!!.
كما أن التقدم فى وسائل الاتصالات عبر أجهزة المحمول التى تتطور سنوياً بشكل مذهل أتاح للكثيرين هنا استخدام أجهزة اتصال فائقة القدرة تصور وتسجل وتتصل بسهولة بأى مكان على ظهر الأرض باستخدام شبكة الإنترنت سواء المحلية أو عبر الأقمار الصناعية.. تصوروا فى مصر تجاوز عدد مستخدمى المحمول تسعين مليوناً، البعض لديه أكثر من خط وتجاوز عدد مستخدمى الإنترنت ثلاثين مليوناً!!
يضاف التطور الكبير فى بث القنوات التليفزيونية عبر الأقمار الصناعية مما أتاح للجماهير متابعة ما يحدث على سطح الأرض فى اللحظة نفسها!! كما أصبح متاحاً للكثيرين شراء كاميرات تجسس وأجهزة تنصت فائقة الدقة والصغر من الصعب اكتشافها تباع سراً بالسوق المحلية أو مع القادمين من دول الخليج!! لا جدال أن تلك الإمكانيات كانت خير معين لشبابنا لتحفيزهم على الانطلاق والقيام بثورة 25 يناير، والتى لم تحقق أهدافها بعد!!، ولكن الثورة التكنولوجية سجلت وتسجل بالصوت والصورة كل أقوال وأفعال المسؤولين بسلبياتها وإيجابياتها، وفى ذلك إزعاج وإحراج شديدان لبعضهم!!
