تعقيباً على كلمة السيد أنور عصمت السادات فى بابكم الموقر المعنونة «الشرطة فى خدمة مين؟»، التى ينتقد فيها وزارة الداخلية ويطالبها بعدم التدخل فى شؤون الدولة.. أود أن أوضح لسيادته نقطتين، الأولى: هل يتصور سيادته أنه عندما يتم أى تلاعب فى الانتخابات أو تكميم للأفواه أو اعتقال لمعارضين أن ذلك يتم نتيجة نزعة سادية أو رغبة إجرامية لدى رجل الشرطة أياً كان منصبه من الخفير حتى الوزير؟ أم أن ذلك يتم بناء على توجيهات عُليا وسياسة عامة للنظام الحاكم؟
هل يتذكر سيادته الانتخابات التى أجراها السيد ممدوح سالم «وهو إنسان نقى وشريف»، فى عهد الرئيس السادات وهى الانتخابات النزيهة الوحيدة التى أجريت فى مصر منذ عشرات السنين، فإنها لم تكن كذلك إلا بناء على توجيهات الرئيس السادات.
والنقطة الثانية: أن الغالبية العظمى من الشباب الذين يتقدمون للالتحاق بكلية الشرطة يكون دافعهم ما يشاهدونه على الشاشات ويطالعونه فى الصحف والقصص عن الصراع بين الخير والشر ورغبتهم فى الانضمام إلى جناح الخير للقضاء على عناصر الشر..
ولا شك أن العشرات من رجال الشرطة الذين يستشهدون وهم يتفانون فى أداء واجبهم، مع عدد ساعات غير محددة وتوقيتات متباينة وحركة تنقلات دائمة للضابط وأسرته فى مختلف أنحاء الجمهورية مع محدودية الراتب وحتى المعاش بعد التقاعد يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن حب الوطن والمواطن والرغبة فى خدمتهما هما الدافع المحرك لرجل الشرطة..