مر العام الميلادى 2012.. مر لينقص الباقى من أعمارنا عاماً، ويضيف للتاريخ مزيداً من الدروس والأحداث.. أصابتنى خلاله الكآبة، وذرفت دموعاً كثيرة.. عام لم يمر مثيل له خلال رحلة عمرى الطويلة!!.. عاصرت ثلاثة حروب، بما فيها من هزائم مريرة وانتصارات رائعة.. شاهدت تأثير مغناطيسية كراسى السلطة على ثلاثة رؤساء للدولة. ومن يحيطون بهم، وكيف نزع الله منهم جميعاً الملك!!
عايشت فتناً طائفية متباينة ومحزنة.. وغيرها! ولكنى لم أتخيل أن يمر بى ما حدث فى مصر خلال العام المنصرم من تشرذم وانقسام.. من تصرفات وتصريحات بعيدة عن الدين والقيم والأخلاقيات، ومن عنف وكراهية وبلطجة وإرهاب بين أبناء مصر!.. أهؤلاء هم من قاموا بثورة سلمية غير مسبوقة بهرت العالم كله؟.. ماذا دهانا؟ أليس بيننا رجل حكيم رشيد؟ أهكذا نفعل بأم الدنيا.. مصر التى قال فيها شاعر لا أذكره: «حملناك يا مصر بين الحنايا..
وبين الضلوع وفوق الجبين.. عشقناك صدراً رعانا بدفء.. وإن طال فينا زمان الحنين.. فلا تحزنى من زمان جحود.. أذقناك فيه هموم السنين.. سكبنا الدماء على راحتيك.. لنحمى العرين فلا يستكين.. وهبناك كل رحيق الحياة.. فلم نبق شيئاً فهل تذكرين؟ فيا مصر صبرا على ما رأيت.. جفاء الرفاق لشعب أمين..
سيبقى نشيدك رغم الجراح.. يضىء الطريق على الحائرين.. سيبقى عبيرك بيت الغريب.. وسيف الضعيف وحلم الحزين.. سيبقى شبابك رغم الليالى.. ضياء يشع على العالمين.. فهيا اخلعى عنك ثوب الهموم.. «غداً» سوف يأتى بما تحلمين!!.. يا رب عجّل بالفرج!