سنحت لى الفرصة أن أزور مؤخراً إحدى الجامعات الكندية بينما أقوم بمهمة علمية بإحدى الجامعات الأمريكية، وقمت بهذه الزيارة باستخدام أحد قطارات السكك الحديدية الكندية.. فى أثناء عودتى من الجامعة الكندية، توقف القطار فى إحدى المحطات بغرض إجراء بعض الفحوصات، وتم إخطارنا عن طريق الإذاعة الداخلية بالقطار عن سبب التوقف والمدة المتوقعة.. كان من المفترض أن أستقل قطاراً آخر من مدينة تورنتو الكندية، ونتيجة هذا التأخر الذى حدث، لم أستطع أنا وغيرى أن نلحق بالقطار الآخر بمدينة تورنتو، وأخبرونا عن طريق الإذاعة الداخلية أيضاً- بشفافية واضحة وصراحة تامة- بأن ركاب القطار رقم 73 المقرر قيامه من مدينة تورنتو فى الساعة الثانية عشرة والدقيقة الخامسة بعد الظهر لن يتمكنوا من اللحاق به، وعليهم التوجه إلى مكتب التذاكر لتغيير التذكرة ليستقلوا القطار رقم 75 بدلاً منه!!.. وفعلاً ذهبنا إلى مكتب التذاكر، وكان لديهم علم تام بما حدث.. على الفور تم تغيير التذكرة، ولأن مدة الانتظار- حتى نستقل القطار الآخر، كانت تبلغ خمس ساعات، فقاموا بتسليمنا كوبوناً قيمته 15 دولاراً نتناول بموجبه وجبة الغداء فى أى من المطاعم المحددة بالكوبون، والمنتشرة بمحطة سكك حديد مدينة تورنتو، وكلها مطاعم على درجة عالية من النظافة وبها تنوع كبير من الأطعمة!! وفعلاً تناولنا طعام الغداء وكانت لدينا فرصة نتجول فى شوارع مدينة تورنتو العريقة، وعندما حان وقت قيام القطار وقفنا فى صف مشابه لما يقوم به المسافرون بركوب الطائرات، وقبل قيام القطار بربع ساعة تم فتح بوابة الدخول، وعبر من خلالها المسافرون فقط بموجب تذكرة السفر الجديدة.. واستقللنا القطار وعاد بنا إلى محطة الوصول ونحن سالمون، لا نشعر بأى تعب أو إرهاق، ويكفى أن المعاملة كانت على المستوى الإنسانى اللائق بالمخلوق البشرى!! فقط أرجوكم اعفونى من المقارنة.. فقد كنت شاهدا على حادث الحريق الذى شب فى القطار التوربينى فى يوم الأحد 16 مايو 2010، وإلى الآن لا نعرف حقيقة الحريق!! ومن المتسبب!!
أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية
