أهذا الليل.. أم هذا النهار؟! وهل كنا.. وهل كان انبهار؟!
وحان النوم أم كنا نياماً؟! وأوهمنا صعود وانحدار؟!
صحا من سعيه فرأى كأن لم يكن من عمره إلا اختصار
رأى نوراً.. وكان يرى ظلاماً وأبصر عندما نزل الستار!
فتمتم شاخصاً فيمن رآه: أأهلنى لفضلك الافتقار؟!
كدحت إليك كدحاً فالتقاء ومر الحلم وانكشف الغبار
وجاءت سكرتى فانفك قيدى وحلق طائرى ودعته دار
سألتك أن أراها عن يمينى ويلوى بى- لأدخلها- المسار
وفاض الخوف: كم أذنبت لكن أتيتك مستجيراً.. هل أجار؟
فلما صار لى بصر حديد وذاب الطين وانخلع الإطار
تنزلت الملائك.. بشرونى فطرت وراءهم.. ولقد أناروا
فهل أنا فزت فيمن قيل فيهم: لكم ما تدعون ولن تضاروا؟!
إلهى ألتقيك بحسن ظنى وإن شقيت بأشرعتى البحار
وإن لو ثتها بسواء ذنبى فحوقلت القواقع والمحار
لئن حسن الختام فما شربنا على كدر.. ولا عز اصطبار
ولا كانت متاعب فى حياة ينغصها الطموح والاغترار
ولا قست المرارة فى حلوق ولا ظلم الكبار.. فهم صغار
ولا فى القلب مما كان شكوى وما- دون الرجاء- لنا خيار
ستغسلنا من الوصب المنايا إذا طاب النداء والاحتضار
عصام الغزالى