ما معنى أن ينقسم رجال الحزب الوطنى إلى مؤيدين لترشيح جمال ومؤيدين لإعادة ترشيح الرئيس مبارك للمرة الـ...!! وحجة مؤيدى جمال هى رغبتهم فى التغيير!!
وهذه المسرحية الهزلية للأسف تتعامل مع الشعب المصرى على أنه ساذج.. أو أن ما يجرى له من قطع الكهرباء أظلم بصيرته، لا قدر الله.. وإن كنت أرى أن ما يجرى فى استديوهات السياسة من مسلسلات هو أكثر مللاً ورخامة من نزيف مسلسلات رمضان على الفضائيات!!
فإذا كنا نستطيع حماية أعصابنا وذوقنا من الابتذال فى بعض مسلسلات رمضان، فكيف بنا مع ما يحدث على الساحة السياسية؟.. إن تلك الأحداث والمهاترات والاستعراضات تتشابه فى هدفها مع مصارع الثور، الذى يرهقه بالجرى هنا وهناك، وبالتالى تتسنى له السيطرة عليه!!
فهل هذا ما يريده رجال السياسة فى مطبخ رمضان من الشعب المصرى؟.. إن الشعب يفهم جيداً ما يراد به، وما أخشاه هو ردة فعل الناس نتيجة هذا الاستخفاف بقدراتهم وإرادتهم، وتلك الضغوط المتوالية عليهم.. نعم نحن مع وجود رئيس للجمهورية.. نحن مع التغيير.. لكن التغيير الشامل.. فلا هذا ولا ذاك.. تغيير طريق اكتشفنا بعد عمر أننا مشيناه للخلف!!
والذى أصبحنا فى نهايته مخيرين بأن نستخدم أياً من وسائل التكنولوجيا للصعود مع حكومتنا للقمر.. نصعد القمر بشمعة ولاّ بلمبة جاز!! لكن حكومتنا الرشيدة وجدت أنه بما أننا هنطلع القمر، يبقى تقطع الكهربا.. لأن القمر منور!
samah_elsharawi@yahoo.co.uk