أثار استيائى بشدة بعض الإعلانات التى يتم عرضها خلال هذا الشهر الكريم.. خاصة التى تدعو إحدى الجمعيات الأهلية من خلالها المشاهدين لمساعدة فاقدى البصر والمساهمة فى علاجهم من العمى!
ومن هذه الإعلانات- التى تمسنى- إعلان يظهر فيه طفل لديه إعاقة بصرية، ولذلك فهو غير قادر على التعلم لأن نسبة ذكائه ضعيفة، فضلاً عن أنه غير قادر على التكيف مع المجتمع!! ثم يظهر مرة أخرى بعد إجراء عملية له، وقد عاد إليه بصره فيذهب إلى المدرسة ليتعلم وكأن فاقد البصر لابد أن يكون بالضرورة غبياً وانطوائياً وجاهلاً!! إعلان آخر ظهرت فيه سيدة كفيفة غير قادرة على فعل أى شىء فى منزلها، فكل شىء يسقط من يديها على الأرض فتبكى، ثم تظهر ثانية بعد أن أجريت لها عملية أعادت لها بصرها، فيتبدل حالها وتصبح قادرة على الاعتماد على نفسها!!
لاشك أن مثل هذه الإعلانات تؤثر سلباً على المتلقين من فاقدى البصر، حيث تبرز أن المكفوفين لن يستطيعوا فعل أى شىء إلا بعد أن تعود إليهم أبصارهم!! وهذا كلام فارغ، فمثل هذه العمليات الناجحة التى يتحدثون عنها نادرة الحدوث وأشبه ما تكون بالمعجزات، إذن فهى بذلك تصيب فاقدى البصر يأساً، وتعلمهم التواكل وانتظار تحقيق المستحيل.. كما تؤثر تلك الإعلانات سلباً على صورة فاقدى البصر فى مصر، فهى تزيد الفجوة اتساعاً بينهم وبين المجتمع، لتصويرها هذه الفئة باعتبارها تعانى تأخراً عقلياً وكأن الإعاقة فى عقولهم وليست فى عيونهم!
السؤال.. متى سيأتى الوقت الذى ينصف فيه الإعلام بكل وسائله فاقد البصر ويقدره حق قدره، ويمنحه فرصة للتعبير عن إمكانياته؟!
Hanaa_almadah@gmail.com