خلفت العاصفة الجوية التي تضرب عدة دول في منطقة الشرق الأوسط منذ الأحد الماضي قتلى وجرحى، حيث تساقطت الثلوج في دمشق، وشهد الأردن فيضانات وتنقل الشرطيون على الاسكوتر المائي في لبنان جراء الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة، بينما أعلنت عدة عواصم حالة الطوارئ.
وتتوقع أجهزة الأرصاد الجوية في المنطقة انخفاضا جديدا في درجات الحرارة مع إمكانية سقوط الثلج على مستوى منخفض في لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وفي دمشق، ساهم تساقط الثلوج بغزارة في إقفال شوارع رئيسية، وكذلك في عدد من المحافظات، وفي مخيم الزعتري الأردني حيث يقيم 62 ألف لاجئ سوري، دمرت الرياح العاتية مئات الخيم، وساهمت رداءة الطقس في تأجيج حدة التوتر التي تحولت، الثلاثاء، إلى تدافع خلال عملية لتوزيع الأغذية أصيب خلالها عاملون في منظمات إنسانية بجروح.
وأصيبت عمان وسائر المحافظات بالمملكة الأردنية بحالة من الشلل التام إثر موجة من الطقس السيئ، نتيجة تعرض البلاد لمنخفض جوي عميق مصحوب بأمطار غزيرة ورياح عاتية وتساقط كثيف للثلوج.
من جانبه، قرر رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور تعطيل كل المؤسسات الحكومية والعامة، الأربعاء، فيما عدا المؤسسات التي تقتضي طبيعة عملها الدوام.
وواصل الطقس السيئ بفعل المنخفض الجوي الشديد تأثيراته السلبية على الأراضي الفلسطينية لليوم الثالث على التوالي، كما صرحت مصادر فلسطينية بأنه تم العثور، الأربعاء، على جثتي فتاتين كانتا فقدتا، الثلاثاء، بعد أن جرفتهما السيول بالضفة الغربية، وأوضح تقرير لإدارة العلاقات العامة والإعلام بالدفاع المدني أن عدد الإصابات جراء اشتداد المنخفض الجوي في محافظات الضفة الغربية بلغ 500 مواطن إضافة لغمر 400 منزل بمياه السيول التي تشكلت بفعل الأمطار الغزيرة. وتم تسجيل أكثر من 120 إصابة في جنين، وغرق 130 منزلا، وإنقاذ 6 أطفال في منطقة جبع وعنزة.
علي الجانب الإسرائيلي، تم استدعاء قوات البحرية وخدمات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية لمساعدة سكان مستوطنة (بيت حيفر) الواقعة بالقرب من مدينة نتانيا بالشمال، بعدما غمرت المنطقة مياه نهر قريب إثر فيضانه، بحسب ما ذكرته صحيفة «يدعوت أحرونوت» الإسرائيلية، التي أشارت إلي أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، أفي ديشتر، أعلن في وقت سابق عن فتح مقر الطوارئ تحسبا للعواصف والآثار التي قد تترتب على الفيضان.
ولقي 3 أشخاص مصرعهم، الثلاثاء، بعد انقلاب سيارتهم بفعل الرياح على طريق سريع يصل تل أبيب بالقدس والضفة الغربية، كما قتل شخص وجرح 2 آخران عندما جرفت المياه سيارتهم في بلدة عتيل شمال طولكرم.
وأغلقت المدارس في لبنان اليومين الماضيين، وأكد المسؤول بمصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت عبدالكريم دمج، أن لبنان لم تشهد مثل هذه العاصفة منذ 10 سنوات تقريبا، وفي صيدا تجولت قوات الأمن على الطرقات التي غمرتها المياه على اسكوترات مائية.
وتتزامن الموجة الباردة التي تعرض لها عدد من دول الشرق الأوسط مع ارتفاع درجات الحرارة في أستراليا والولايات المتحدة، حيث اندلعت حرائق غابات جديدة، الثلاثاء، في جنوب شرق أستراليا الذي يكافح رجال الإطفاء فيه بالفعل مئات الحرائق.
في غضون ذلك، ذكرت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي أن عام 2012 هو أكثر الأعوام حرارة في الولايات المتحدة حتى الآن.
