اندفعوا للشوارع للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، أعدوا أنفسهم للرقص على نغمات السمسمية فى ميدان الأربعين، لكنهم فوجئوا بدوى أصوات طلقات الرصاص، التى تلاحقهم وتخطف منهم ثمانية شباب. أشعلت دماؤهم لهيب ثورة أهالى السويس، الذين قرروا الاستشهاد فى شوارع مدينتهم، فتحدوا النظام، وقرروا عدم الامتثال لقراراته، وخرجوا للشوارع، فاتحين صدورهم للرصاص، يحملون صور شهدائهم يطالبون بالقصاص من قاتليهم أو اللحاق بهم
محمود قبل وفاته: أبويا وحشنى قوى.. وشقيقه: دفنته بجواره
فرقت طلقات الرصاص الكثيف مجموعة الأصدقاء، اختبأ محمود خلف إحدى السيارات واختفى أصدقاؤه فى مدخل إحدى البنايات السكانية، هدأ صوت الرصاص لبرهة، حاول محمود اللحاق بأصدقائه فى الجهة المقابلة، ولكنه أصيب بطلق نارى.
يقول أحد أصدقائه: «كانت الدماء تسيل من فمه بغزارة
حاولنا جره وكان إطلاق النار لايزال مستمراً علينا، فوجئ أصدقاؤه بإصابته وسقوطه، وفى محاولة لإنقاذه قاموا بجره ناحيتهم، ولكنه كان قد فارق الحياة المزيد
مصطفى محمود.. وضع صورة رصاصة على «فيس بوك» فأصابته
«إلى من تهدى هذه الرصاصة؟»، وضع مصطفى محمود، الطالب بمدرسة بورتوفيق الإعدادية، هذه العبارة أسفل صورة رصاصة، تصدرت حسابه الشخصى، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وفى اليوم التالى تلقى رصاصة أودت بحياته. مصطفى طفل صغير، عمره 15 عاماً، ملامحه البريئة تدل عليه، يحتل الترتيب الثالث بين أربعة أشقاء، يعمل والده فى هيئة قناة السويس. انبعث صوت القرآن الكريم من داخل منزل مصطفى، الذى يقع فى منطقة فيلات بورتوفيق، التى بنيت على الطراز الفرنسى. المزيد
على سليمان.. صلى الفجر وقرأ القرآن ونزل للاحتفال.. فعاد فى صندوق
استيقظ مبكراً لصلاة الفجر، وجلس يقرأ آيات القرآن، ودعا ربه أن يرزقه الشهادة، وعندما حل المساء توجه إلى ميدان الأربعين للاحتفال بالثورة مع أصدقائه، فأصيب بطلق نارى أودى بحياته. يدعى على سليمان السيد، عمره 20 عاماً، طالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة، الشقيق الأكبر فى أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة أبناء المزيد
حسين.. نقل زوجته وطفلته بعيداً عن الاشتباكات وعاد يبحث عن شقيقه فقتلته رصاصة
بمجرد سماعه، صوت إطلاق الرصاص، وعلمه بالاشتباكات الدائرة بين الشرطة ومسلحين مدنيين مجهولين من جانب، والمتظاهرين من جانب آخر، حمل حسين طفلته الصغيرة «حبيبة» التى لم يتجاوز عمرها 6 أشهر واصطحب زوجته، وتوجه إلى منزل والده ليبتعد عن منطقة الأحداث المشتعلة، استقلت الزوجة سيارة أجرة مع الطفلة الصغيرة ، وتوجهت لمنزل العائلة، أما هو فعاد يبحث عن شقيقه.. ففقد حياته المزيد
رقصة محمد غريب الأخيرة: طلق نارى فى الصدر أنهى حياة الطفل
وضع أصدقاؤه الذين امتلأ بهم الشارع، صورة كبيرة له فى مقدمة العزاء، وأخرى فى مكان مرتفع، وقفوا أمام صورته الضخمة، يقبلونها ويدعون له بالمغفرة والرحمة ويقرأون له الفاتحة.
فى مشهد مهيب، توافد عدد كبير من الشباب الصغير، لم تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، وعدد من الصبية والأطفال، على عزاء محمد غريب، أو «كلابيظو»، أحد شهداء مدينة السويس، طفل لم يتجاوز عمره 16 عاماً، كان طالباً فى المدرسة الثانوية الصناعية. توجه «كلابيظو» للاحتفال بذكرى الثورة الثانية
، كان بصحبة صديق له يدعى مصطفى، شاب صغير فى مثل سنه يقول: «طلبت منه الرحيل قبل إصابته بثوان معدودة»، كان «كلابيظو» يستعد للرحيل مع صديقه، ولكنه فوجئ بصديق آخر يدعى طاهر ينادى عليه، بمجرد أن مال بجسده يلتفت للخلف، أصابته رصاصة بالصدر، سقط على الأرض المزيد