x

رقصة محمد غريب الأخيرة: طلق ناري في الصدر أنهى حياة الطفل

الثلاثاء 29-01-2013 22:13 | كتب: خليل عبادي |
تصوير : اخبار

وضع أصدقاؤه الذين امتلأ بهم الشارع، صورة كبيرة له فى مقدمة العزاء، وأخرى فى مكان مرتفع، وقفوا أمام صورته الضخمة، يقبلونها ويدعون له بالمغفرة والرحمة ويقرأون له الفاتحة.

فى مشهد مهيب، توافد عدد كبير من الشباب الصغير، لم تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، وعدد من الصبية والأطفال، على عزاء محمد غريب، أو «كلابيظو»، أحد شهداء مدينة السويس، طفل لم يتجاوز عمره 16 عاماً، كان طالباً فى المدرسة الثانوية الصناعية. توجه «كلابيظو» للاحتفال بذكرى الثورة الثانية، كان بصحبة صديق له يدعى مصطفى، شاب صغير فى مثل سنه يقول: «طلبت منه الرحيل قبل إصابته بثوان معدودة»، كان «كلابيظو» يستعد للرحيل مع صديقه، ولكنه فوجئ بصديق آخر يدعى طاهر ينادى عليه، بمجرد أن مال بجسده يلتفت للخلف، أصابته رصاصة بالصدر، سقط على الأرض،

وأصيب بتشنجات شديدة وراح فى غيبوبة، حملوه على موتوسيكل ونقلوه لمستشفى السويس العام، وهناك اتصلوا بوالده الذى توجه على الفور إلى حيث يرقد. الوالد محمد غريب اصطحبنا لغرفة ابنه محمد فى منزله البسيط، أخرج بعض ملابسه الممزقة الملطخة بالدماء، أطلعنا على تقرير الطب الشرعى لحالته، وقال بنبرة كلها حزن: «مدير عام المستشفى قال لى ابنك مات»، أصابته هذه الجملة بصدمة، ولكنه تمالك نفسه، وقرر نقله للمنزل - وكما يقول - خوفاً من تعرضه للتشريح.

فى إحدى غرف المنزل، تجمع عدد كبير من النسوة، التفوا حول والدة الطفل، سيدة بسيطة تتشح بالسواد تحدثت بصعوبة من شدة الإرهاق، كانت تبكى وهى تتكلم قالت: «قبل ما يذهب للاحتفال بالثورة ظل يرقص وكان فى قمة السعادة سيطرت عليه حالة من السعادة، أدار نغمات الموسيقى، وظل يرقص بهستيريا، بعدها توجه للاحتفال بالثورة ولكنه لم يعد»، أنهت الأم حديثها قائلة: «ده لسه عيل صغير.. حسبى الله ونعم الوكيل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية