قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن المسيحيين في مصر قلقون على سلامتهم في أول احتفال بعيد الميلاد المجيد تحت الحكم الإسلامي، وسط محاولات البابا تواضروس الثاني لطمأنة المصلين في الوقت الذي يشكو فيه بعضهم من ازدياد حياتهم سوءًا في العامين الماضيين منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وأشارت إلى أن قداس عيد الميلاد في كنيسة السيدة العذراء مريم بحي إمبابة الذي شهد اشتباكات طائفية من قبل بدأ مبكرًا عن موعده «لدواع أمنية»، مضيفة أن الكنيسة التي شهدت اقتحام الإسلاميين في 2011 شهدت هذا العام وجودًا مكثفًا للشرطة، أكثر من أي عام مضى، معتبرة أن تلك علامة نوعًا ما على حرص الحكومة الإسلامية على تجنب المشاكل بعد الاشتباكات السياسية التي شهدتها شوارع مصر الشهر الماضي.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن كثيرا من المسيحيين في مصر تحالفوا مع الليبراليين ضد الدستور الجديد، الذي تم التصديق عليه في ديسمبر الماضي، كونه يمهد الطريق أكثر لتطبيق الشريعة الإسلامية، وقالت إنه رغم شكوى كثير من الأقباط من التهميش والاضطهاد تحت حكم مبارك، إلا إنهم يتهمون الرئيس محمد مرسي وحلفاءه من الإخوان المسلمين بسرقة البلد والسعي إلى إقصاء المسيحيين بالكامل.
وأشارت إلى أنه في المقابل يقول بعض المسيحيين إن الفترة الانتقالية المضطربة لمصر أدت إلى تسييس المجتمع المسيحي الذي ظل صامتًا لفترة طويلة، مؤكدين أنهم سيستمرون في الدفع للحصول على حقوقهم لمواجهة الصعود الإسلامي مع اقتراب الانتخابات البرلمانية.
وأوضحت أن صعود المعارضة أمام الإسلاميين خلال المعركة على الدستور استقطب مزيدًا من المسيحيين، رغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يتظاهر فيها الأقباط ضد الدولة، فقد تظاهروا أواخر 2011 بعد موجة من الاشتباكات الطائفية، ولكنهم الآن يشعرون أنهم أكثر جرأة بسبب اتساع المعارضة الصاعدة.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى البيان الذي أصدرته القوات المسلحة على صفحة «فيسبوك» بشأن نجاحها في وقف تفجير كنيسة برفح على الحدود مع غزة مساء الأحد، لكنها قالت إنه لم يكن واضحًا من الإعلام المحلي ما إذا كانت السيارة التي وجدت محملة بأسلحة وذخيرة كانت تستهدف الكنيسة المهجورة أم إنها كانت تستهدف قاعدة للجيش قريبة منها.
ولفتت إلى أن الإسلاميين المتشددين، السلفيين، أعادوا نشر فتاوى تحذر من قيام المسلمين بتهنئة المسيحيين بأعيادهم، وتعهدت جماعة سلفية في السويس بمنع أي احتفالات بالعام الجديد، كما انتشرت شائعات حول وجود فرقة الأمر بالمعروف تابعة للسلفيين تخطط لاقتحام عدد من الكنائس، مما أثار ذعر كثير من المسيحيين.